نظم مركز الأمة الواحدة بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة والعتبة الرضوية المقدسة ندوةً فكريّة تحت عنوان 'القدس في وجدان الأمّة' وذلك احياءً ليوم القدس العالمي، مساء يوم الأحد ٢٩ آبريل ٢٠٢٢، بحضور نخبة من العلماء والشخصيات الإسلاميّة والثقافية، وأدراته الاعلاميّة أوجينا دهيني التي أكدت بأن الذكرى تاريخ مفصلي في حياة الأمّة وأحرارها حتى اقتلاع الكيان المؤقت.
https://www.youtube.com/watch?v=lgt7tlK2cfk
بدايةً مع كلمة رئيس مركز الأمّة الواحدة سماحة السّيّد فادي السيّد الذي أكدّ أن الوعدَ الالهي بالنصر يحتاجُ الى الاخلاصِ في العمل والا ستبقى الامورُ ترواحُ مكانَها والدليل على ذلك ما قام به الامام الحسين عليه السلام ليلة استشهاده ، فمن يريد أن ينال شرف الشهادة والنصر يجب ان يكون بنواياه خالصا لله سبحانه وتعالى ولرسوله ولاهل بيته. وأضاف السّيّد أن ما يحققُه الشعبُ الفلسطيني من انتصاراتٍ اصبحَ حجةً على الشعوبِ العربيةِ والاسلامية، مؤكدا بانه بعد اليوم لم يعد مقبولا لهذه الشعوب ان تبقى ساكتة لان المقدسات الاسلامية ليست للفلسطينيين فحسب بل الواجب الشرعي والاخلاقي والانساني يوجب على جميع الشعوب الاسلامية بشكل خاص والنصارى بشكل عام الدافع عن مقداساتهم التي تستباح من قبل الصهاينة وراي سماحته ان استمرار الصمت في هذا الشأن سيشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني'.
رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله آية الله الشيخ محمد يزبك أكدّ بأن لا مجال للتطبيع والمساومة والبيع، ففي خيبر انتصر المسلمون باخلاصهم ووفائهم. وشدد اية الله يزبك على أن الجهاد سيحقق النصر والعزّة للمسلمين ، كما وعد الامام الخميني قدس سره الشريف لافتًا إلى أن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر آتٍ بظهور الامام الحجة (عج).
من الحجاز، الداعية الاسلامي عبد العزيز الشريف أكدّ أن القدس عربية اسلاميّة مستهجنًا صمت المسلمين وشدد على أهميّة الوحدة على كل المستويات ، وبأن سلاح الكلمة والصوت العالي نصرةً للقدس ومكانتها، وتكريس هذا الجانب لدى الأجيال الطالعة.
من جانبه، وجّه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، تحية شكر إلى كل الأحرار الذي يوجهون البوصلة نحو القدس ويحتشدون لإحياء هذه المناسبة العظيمة.
من استراليا، تحدث الأستاذ حسين الديراني عن ارهاب وممارسات الكيان الصهيوني والتي لا يغطيها الاعلام العالمي، مشيرا الى أن يوم القدس وحّد عواصم العالم وأكدّ على قرب سقوط هذا المحتل بفضل الوعي والبصيرة والقيادة الاسلاميّة الموحدة.
ومن لبنان، قال الباحث الإسلامي وعضو تجمع العلماء المسلمين، فضيلة الشيخ توفيق علويّة ذكّر بحتميّة سقوط اليهود كما يشير القرآن الكريم، ولفت إلى أن هؤلاء يعتمدون على الإمداد فمتى انقطع ستسوء وجوههم وسيهزمون لأنهم أضاعوا الفرص مؤكدًا ان يوم القدس كما قال الامام الخميني من أيام الاسلام فالصهيونيّة ومن يدور في فلكها همٌّ يثقل كاهل الأمّة وبالتالي فإن إعداد القوة اللازمة لهزيمتها مسؤولية عظمى.
الأستاذ الجامعي الدكتور عباس فتوني لفت إلى أن جبل عامل يتحضر لهزيمة العدو بلغة الحديد والنار، وحيّا جهود المقاومين الأبطال المرابطين الشرفاء في القدس. وقال بأنهم روح القصيدة ، وقد تلا فتوني مجموعة من الأبيات الشعريّة من وحيّ المناسبة التي أكدت على أن مصير المطبعين الخونة كمصير الصهاينة وبأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمد حسن أختري تحدث عن اهتمام الثورة الإسلامية بقضية فلسطين من خلال تأكيد الامام الخميني قدس سره على ضرورة مواجهة الاحتلال المؤقت باعتبار ذلك حق مشروع ومسؤولية اسلامية وانسانية. آختري ذكر بأن علماء الشيعة لاسيما كاشف الغطاء والحائري من اوائل العلماء الذين لفتوا الى هذه القضية مؤكدًا على وقوف المرجعية الدينية المستمر مع فلسطين وذمّها للذين تخلوا عن فلسطين. وتابع آية الله آختري بأن التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب حرام شرعًا وعلى الأمّة الاسلامية أن تتصدى بشكل فاعل وحقيقي لهذه الخيانة وما تتعرض له المقدسات من انتهاكات مخزية أمام صمت الحكومات. كذلك تعرض آختري إلى أن فلسطين سبب وحدة الأمّة وصمودها وانتصارها، لافتًا إلى أن العالم يشهد تحولًا بارزًا في المفاهيم بعد انفضاح المشروع الاستعماري وبعد استشعار هؤلاء لهذا الخطر الذي يهدد البشرية عامةً. وختم بأن تكليف المسلمين نصرة هذه القضية حتى تحقق النصر وزوال الاحتلال وعودة الحق لأهله مشددًا على ضرورة توثيق هذا الصراع عبر الأعمال الدرامية والأدبيّة كي تنقل هذه التجربة العظيمة للأجيال القادمة.
الدكتور عبد الرؤوف الشايب، الأمين العام لحركة خلاص من البحرين، لفت في كلمته إلى أن الاستجابة العالمية لإحياء يوم القدس لافت جدًا وهذا مصدر قلق ورعب وخوف للصهيوني وللداعمين له ، وهذا شيء مهم جدًا. كذلك اشار إلى وعد السيد نصرالله وثقته بأن تحرير القدس قاب قوسين أو أدنى فاليوم واشنطن لم تعد قوية لتحمي ربيبتها وعاجزة عن حماية نفسها، مؤكدًا بأننا نعيش زمن الانتصارات الحتميّة، وهذا وعد الهي لا شك فيه.
الشاعرة السيدة فاطمة آزادين ألقت أبيات من وحيّ المناسبة مؤكدةٌ على عظمة قضية فلسطين موطن الأنبياء والاحرار والحرّية. ولفتت إلى أن إعلام الاستكبار يقلب الحقائق وهذا يتطلب تصدي فعلي وفاعل لحماية ارث الأمّة وهويتها واسلامها الحقّ. ورات آزادين أن الطاغوت يسعى إلى اشغال الشعوب بسفاسف الأمور والتفرقة.
وفي الختام قرأت الإعلامية سندس الأسعد البيان الختامي: في يوم القدس العالمي، مؤكدة ان السؤال التقليدي يتجدد حول دور الأمة بنخبها وشعوبها في مواجهة هذا المد الاستكباري العنيف وما يمر على الأمة من إحباطات ذلك أن تكرار الإجابات التقليدية واجترار الخطاب القديم لا يقدم شيئا ذا بال للقضية سوى أنه يسهم في إطفاء غضب الجماهير وتنفيس احتقانها، فمشكلة الامة الاسلامية والعربية أننا كنا وما زلنا أسرى للحظة المعاشة فإن اشتعلت الساحة الفلسطينية كانت الأمة من أقصاها إلى أقصاها تهيج. ورات ان المسألة تتعلق بالاستثمار الحقيقي للفعاليات التضامنية من أجل إسناد أقوى لقضية الأمة المركزية ، الشيء الذي يتطلب منا وضوحا في رؤيتنا للصراع. واكدت الاسعد ان القضية تتعلق بالاستثمار الحقيقي وبأن نعي جيدا دورنا ومستويات دعمنا الذي يمكن أن نقدمه لمن يواجه المشروع الصهيوني، فلا يمكن أن يكون التضامن صادقا مع فلسطين إن لم تبن النخب خطابها وممارستها السياسية على أولوية تحرير فلسطين، وما يتطلبه الأمر من مواقف قوية تجاه قوى الاستكبار العالمي والأنظمة العربية التي تسببت في نكبتها، أما التشدق بالقضية الفلسطينية مع استمرار الارتهان للخارج فلا يعدو كونه ركوبا رخيصا. ورات ان الواجب أن نعي أن أية نقلة نوعية في معادلة الصراع مع الصهاينة لن تتحقق إن بقينا مرتهنين لأنظمة تفرض مواقفها المتواطئة علينا بالحديد والنار من خلال أدوارها القذرة في ممارساتها التطبيعية. مشيرة الى السلوك التضامني تجاه فلسطين ياتي عبر الخروج من دائرة التعاطف غير المكلف إلى التبني الحقيقي للقضية مهما كانت تبعاته عليها'.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق