اعتبر رئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة السيد فادي السيد ان المخططات الاستعمارية تريدُ القضاءٓ على نهجِ الاسلامِ لانه يعارضُ مصالحٓه
وخلال كلمة له في الندوة الفكرية احياء لذكرى هدم قبور البقيع اكد سماحته انه بفضلِ مقاماتِ اهلِ البيتِ عليهم السلام في سورية والعراق نجدُ الاشعاعٓ العلميٓ والثقافيٓ بثّٓ روحٓ الثورةِ بهذه الشعوبِ التي واجهتْ كافةَ مخططاتِ الاستكبارِ بقوةٍ وقدّمتْ الغالي والنفيسِ في سبيلِ الدفاعِ عن عزةِ وكرامةِ الامةِ العربيةِ والاسلاميةِ مطالبا المنظماتٍ الامميةِ لاسيما مجلسَ حقوقِ الانسانِ التابعِ للاممِ المتحدة ومنظمةَ المؤتمرِ الاسلامي وجميعَ المنظماتِ المعنيةِ بحقوقِ الانسانِ وكلَ حرٍ وشريفٍ بالعالمِ بالتدخلِ العاجلِ لرفع الظلمِ الواقعِ في البقيعِ والعملِ على اعادةِ بناءِ هذه الاضرحةِ بشكلٍ لائقٍ لتكونَ اشعاعا حضاريا وعلميا وانسانيا لكلِ البشريةِ وجعلِ هذا اليومِ يوما عالميا لحريةِ الاديانِ والمعتقد وشدد السيد فادي السيد على ضرورةِ جعلِ مدينةِ الرسولِ الاكرام مدينةً علميةً وثقافيةً عالميةً لحواراتِ الحضاراتٍ ولتكونَ ملتقى الابحاثِ الفكريةِ والعلميةِ.
ونص الكلمة بالكامل
اعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم
بسم اللهِ الرّحمن الرحيم ... الحمدُ للهِ ربِ العالمين وافضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ على المبعوثِ رحمةً للعالمين سيدِنا ونبِّينا حبيبِ الهِ العالمين ابي القاسم محمدٍ وعلى الهِ الطيبينَ الطاهرينَ واللعنةُ الدائمةُ على اعدائِهم الى قيامِ يومِ الدين.
اعظمَ اللهُ اجورَنا واجورَكم بهذه الذكرى الاليمة ذكرى هدمِ قبورِ الائمةِ الاطهارِ في البقيع بمدينةِ نبي الرحمةِ محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم انا للهِ وانا اليهِ راجعون ولاحولَ ولا قوةَ الا باللهِ العليِّ العيظم.
اصحابُ السماحةِ والفضيلةِ والاستاذةُ الكرام والحضورُ العزيزُ السلامُ عليكم ورحمةٌ من اللهِ وبركاتُه
نرحبُ بحضورِكم الكريم في هذه الندوةِ الفكريةِ لاحياءِ هذه الذكرى الالميةِ تحتَ عنوان"اعادةُ بناءِ قبورِ البقيع مسؤوليةُ الجميعِ
يقول اللهُ سبحانه وتعالى في محكمِ كتابهِ ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ )(
مئةُ عامٍ مضت على فاجعةِ هدمِ قبورِ الائمةِ الاطهارِ في البقيعِ بمدينةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه واله في شبهِ الجزيرةِ العربيةِ والعالمُ لايزال صامتا عن هذا المخططِ الخبيثِ الذي يهدفُ بالدرجةِ الاولى الى سحقِ الاسلامِ من اساسِهِ تحتٓ مزاعمِ البدعةِ ولو عدنا بالتاريخِ الى الوراءِ لوجدنا ان هدمٓ قبورِ البقيعِ ياتي في سياقِ تطبيقِ اتفاقيةِ سايکس بيكو لان الهدفٓ من هذه الاتفاقيةِ المشينةِ ليس تقسيمٓ المنطقةِ على قياسِ الاستعمارِ فحسب بل من اجلِ تنصيبِ ادواتٍ لهذا الاستعمارِ تحت مسمياتٍ واهيةٍ لا تمتُّ لا للاسلامِ ولا للعروبةِ باي صلةٍ لتكونٓ عرابةٓ هذه الاتفاقيةِ من ناحيةِ التمهيدِ والتسهيلِ لزرعِ جسمِ غريبٍ يشلُ الامةٓ بطولِها وعرضِها والعملِ على حمايتِه والدفاعِ عنه بكلِ السبلِ المتاحةِ اضافةً الى تسخيرِ كلِ مقدراتِ الامةِ لخدمتِه وتقويةِ شوكتِه في المنطقةِ لكن العقبةٓ الاساسٓ التي تقفُ حجٓرٓ عثرةٍ امامٓ كلِ هذا التمسكِ تمسک ِشعوبِ الامةِ بالاسلامِ الذي يُعتبر ُ راسٓ الحربةِ الاولى لهذا المشروعِ التآمري الخبيثِ على الامةِ ومقدراتِها ويدعو الى محاربةِ الشيطانِ وادواتِه لذلك الاستعمارُ استدركٓ الامرٓ ودفعٓ بربيبتِه الوهابيةِ لتدميرِ كلِ مظاهرِ الاسلامِ باسمِ الاسلامِ للاسفِ الشديد فعٓمدتْ هذه الجماعةُ الضالةُ بالدرجةِ الاولى الى هدمِ اضرحةِ الائمةِ الاطهارِ في البقيعِ كمقدٓمةٍ لتدميرِ مرقدِ الرسولِ الاكرمِ صلى الله عليه والهِ للقضاءِ على كافةِ مظاهرِ الاسلامِ التي تمثلُ اشعاعا حضاريا وثقافيا خصوصا الاماكنُ المقدسةُ التي تُعتبرُ الوجهٓ الحقيقيٓ الى التقربِِ من اللهِ سبحانه وتعالى والابتعادِ عن الشيطانِ ومكائدِه.
فتاريخُ الوهابيةِ البشعُ يندى له جبينُ الإنسانيةِ ويقشعرُ منه الضميرُ الإنسانيُ الحي.
مجازرُ رهيبةٌ وفظائعُ مٓهولةٌ فاقتْ بوحشيتِها جرائمٓ طواغيتِ العصورِ بحقِ البشريةِ والاسلامِ وخصوصا التي تمثلت بإبادةِ مدينةِ كربلاءٓ المقدسة عام (1216هـ/1801م) عقبٓ قيامِ هذه الشرذمةِ بتخريبِ المرقدِ المقدسِ لسبطِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه والهِ وسلم ، إلى جانبِ سقوطِ آلافِ المؤمنينٓ شهداء، وسرقةِ كنوز ِالمدينةِ ونفائسِها التاريخيةِ التي لا تُقدّرُ بثمنٍ.
فمشكلةُ الوهابيةِ اذن " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ" لذلك الاستعمارُ يريدُ ان يحرفٓ الناسٓ عن بيوتِ اللهِ سبحانه وتعالى وعن كلِ رموزِ الدينِ باتجاهِ قبلةِ الحكامِ والمستكبرين (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ) يريدون ان يلجأٓ الناسُ الى هؤلاءِ الطغاةِ من دونِ اللهِ لكن هؤلاءِ الحمقى ردّٓ عليهم القرانُ الكريمُ بالقولِ
﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾
فالمخططاتُ الاستعماريةُ باتت واضحةً لا لبسٓ فيها .تريدُ القضاءٓ على نهجِ الاسلامِ ووجدنا انه في الوقتِ الذي يروّجُ الاستكبارُ للمثليةِ ويشجعُ على الانحرافِ الاخلاقيٌّ والديني يدفعُ بالحركاتِ المتطرفةِ في الغربِ لهتكِ القرانِ الكريمِ وشخصيةِ الرسولِ الاكرمِ امامٓ مراى ومسمعٍ من كلِ العالمِ كما فعٓلتْ قريشُ في بدايةِ الدعوةِ. لان الاسلامٓ يعارضُ مصالحٓ الاستكبارِ وادواتِه الذي لايزالُ يخططُ لتقويةِ هذا اللقيطِ في فلسطين المحتلة على حسابِ شعوبِ الامةِ ويمارسُ اقسى انواعِ الضغوطاتِ الاقتصاديةِ والماليةِ فضلا عن المشاريعِ الارهابيةِ في سبيلِ اضعافِ هذه الشعوبِ واخضاعِها للقٓبولِ بهذا الكيانِ كأمرٍ واقعٍ والجماعاتُ التكفيريةُ التي عاثٓتْ في البلادِ فسادا خيرُ شاهدٍ على ذلكٓ.
لكن بفضلِ مقاماتِ اهلِ البيتِ عليهم السلام في سورية والعراق نجدُ الاشعاعٓ العلميٓ والثقافيٓ بثّٓ روحٓ الثورةِ بهذه الشعوبِ التي واجهتْ كافةَ مخططاتِ الاستكبارِ بقوةٍ وقدّمتْ الغالي والنفيسِ في سبيلِ الدفاعِ عن عزةِ وكرامةِ الامةِ العربيةِ والاسلاميةِ كما فعلَ الشعبُ الايرانيُ قبلَ اربعةِ عقودٍ من الزمنِ عندما استمدَّ روحَ الثورةِ بفضلِ الاشعاعِ الايمانيِّ لمقامِ الامامِ الرضا عليه السلام:: فلو لم تُدمّرْ هذه المراقدُ ولاتزالُ موجودةً لوجدنا الكثيرَ من الازماتِ لم تحدثْ في المنطقةِ وبأقلِ تقديرٍ لوجدنا شعوبا حرةً ثائرةً في وجهِ الطغاةِ والمستبدين ترفضُ الذلَ والهوانَ والخضوعَ والخنوعَ لان هذه المقاماتِ تؤثرُ من الناحيةِ المعنويةِ والروحيةِ بشكلٍ كبيرِ بالانسانِ. فالارتباطُ بالمقاماتِ هو ارتباطٌ باللهِ سبحانه وتعالى الذي يدعو في كتابِه الكريم الى محاربةِ الشيطان لذلك في ايِ بقعةٍ من بقاعِ الارضِ يوجدُ فيها مقامٌ لاهلِ البيتِ عليهم السلام ستجعلُ من شعوبِ تلك المنطقةِ شعوبا حيةً لم ولن تنكسرَ ولن تخضعَ سوى للهِ سبحانه وتعالى
وامامَ هذه المؤمراتِ المتواصلةِ من قِبلٍ الاستكبارِ من اجلِ ضربِ الاديانِ السماويةِ للاستفرادِ بالبشريةِ وتحويلِ العالمِ الى ساحةٍ للصراعِ والفتنِ والقتلِ والارهابِ ليحلَ فيها الدمارُ والخرابُ وتنتجُ عنها ازماتٌ اقتصاديةٌ وماليةٌ خانقةٌ قد تؤديَ بالانسان الى الهلاكِ المعنوي قبلَ المادي لينتهيَ به المطافُ اسيرَ هذا الاستكبارٍ او ذاكَ الاستعمارِ لذلك نطالبُ المنظماتٍ الامميةِ لاسيما مجلسَ حقوقِ الانسانِ التابعِ للاممِ المتحدة ومنظمةَ المؤتمرِ الاسلامي وجميعَ المنظماتِ المعنيةِ بحقوقِ الانسانِ وكلَ حرٍ وشريفٍ لاسيما الحكوماتِ الشريفةِ بالعالمِ بالتدخلِ العاجلِ لوقفِ هذا الظلمِ الواقعِ في البقيعِ والعملِ على اعادةِ بناءِ هذه الاضرحةِ بشكلٍ لائقٍ لتكونَ اشعاعا حضاريا وعلميا وانسانيا لكلِ البشريةِ وجعلِ هذا اليومِ يوما عالميا لحريةِ الاديانِ والمعتقد
كما نشددُ على ضرورةِ جعلِ مدينةِ الرسولِ الاكرام مدينةً علميةً وثقافيةً عالميةً لحواراتِ الحضاراتٍ ولتكونَ ملتقى الابحاثِ الفكريةِ والعلميةِ. كما نطالبُ الشعوبَ الاسلاميةَ بشكلٍ خاص وكلَ حرٍ وشريفٍ الى وضعِ هذه المناسبةِ في سُلَّمِ اهتماماتِه الانسانيةِ والدينيةِ والعملِ على احيائٍها بشكلٍ واسعٍ وكبيرٍ والمطالبةِ باعادةِ اعمارِ هذه المراقدِ الشريفةِ بطريقةٍ لائقةٍ وسنِ قوانينَ تشريعيةٍ دوليةٍ تمنعُ التعرضَ للمراقدِ الدينيةِ تحتَ ايِّ ذريعةٍ كانت.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق