تحت عنوان 'الإمام علي عليه السلام ونهج الثبات على الرسالة' أدار الشاعر سلمان عبد الحسين ندوةً فكرية نظمها مركز الأمة الواحدة بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء، والعتبة الرضوية المقدسة'، وذلك مساء يوم السبت ٢٣ آبريل ٢٠٢٢، بحضور نخبة من العلماء والشخصيات الإسلاميّة والثقافية.
https://www.youtube.com/watch?v=Kq83S9xm_Hw
بدايةً مع كلمة رئيس مركز الأمّة الواحدة السّيّد فادي السيّد اعتبر خلالها أن الامام علي (ع) كان يطلب المعونة من الناس على مجابهة الفساد والظلم وتحقيق الكمال الروحي والاجتماعي، فلعب دور الحاكم العادل الراعي لشؤون رعيته، لم يتعال عليهم بل خدمهم وكرس عمره الشريف لقضاء حوائجهم ودفع المكاره عنهم. السيّد فادي السيّد أكد بأن الحفاظ على عزّة الأمّة وكرامتها يتطلب رعاية الناس في ظلّ السعيّ الحثيث للاستكبار لاذلال الشعوب مهما تطلب ذلك من تضحيات، وذلك عبر رفع الظلم والتكافل والبرّ فتتطهر القلوب وتخلص لله وحده. ورأي السّيّد بأن حبّ الامام علي (ع) يتجسد في خدمة الناس وفي أن يكون المحبّ على خطاه خادمًا للناس.
رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمد حسن أختري أكدّ على أن الامام علي (ع) كأبيه كان وفيًّا وصادقًا مع الرسول (ص) منذ بداية الدعوة وكرّس حياته للاسلام. وتسآل آختري عن غيرة وحمية حكام اليوم في ظلّ اعتداءات الصهاينة المتواصلة على الشعب الفلسطيني الصامد رغم قلّة الناصر تمامَا كما واجه أمير المؤمنين (ع) الظلم دفاعًا عن الأمة والقرآن. وأضاف بأن الامام (ع) كرّس العدالة الانسانية واغاثة الملهوف وهذا ما أوصى به أبنائه، من هنا تتجلى المسؤولية الواقعة على كل المسلمين شعوب وعلماء في نصرة أبناء اليمن وأفغانستان، وما يتعرضون له من عدوان الأنظمة الجائرة برعاية الحكومات الغربية.
من جانبه، كشف الأب عبد الله يوليو، متحدثًا من رام الله، بأن للامام علي (ع) مقام خاص في قلب مسيحيّ فلسطين فهو الحريص على وحدة الأمّة وخدمة الأنسان، وهذا النموذج التي تحتاجه الأمّة المشرذمة اليوم كيّ يتحقق النصر وتُنال الحقوق المشروعة، وشرط ذلك التضحية بالنفس وتجاوز الأنا. الأب يوليو شدّد على أن التغلب على المصالح الشخصية يحقق الاصلاح والتغيير، وهذا هو الايمان الحقيقي، وهو نفس المبدأ الذي كرّسه السّيّد المسيح (ع) ألا وهو خدمة الإنسان. وأضاف بأن الكيان الصهيوني المحتل يمارس تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني مؤكدًّا على ضرورة عدم اليأس والتمسك بأحقية القضية العادلة.
من الاردن ، لفت الشيخ مصطفى أبو رمان الى أن أمير المؤمنين (ع) حالة فريدة في التاريخ الاسلامي فهو وليد الكعبة وأول المسلمين ايمانًا الشجاع الثابت المدافع عن حياض الاسلام والمسلمين، كان صادقًا مخلصًا تربى في كنف الرسول فقام دفاعًا عن الحقّ وفدى الدين بنفسه وقلبه. وأضاف أبو رمان بأن الامام علي (ع) حارب الجاهلية فكان عالمًا حكيمًا عابدًا ذو هيبة ونور، كان خادمًا للضعيف والمسكين تمامًا كما كان الرسول (ص). وختم الشيخ أبو رمان بالقول إن أمير المؤمنين (ع) تحرر من أغلال الدنيا ونحن بأمس الحاجة لهذه الشخصية في زمن الفتن والفرقة فهو المعلم في الثبات والبصيرة والوفاء والدفاع عن الدين والعقيدة.
من الحجاز، أكدّ الشيخ عبد العزيز الشريف، في بداية مداخلته بأن الكلمات تحار في وصف نبل الامام علي (ع) ومناقبه وشجاعته واخلاصه. وأسِف الشريف على عدم عناية الأمة بالقدر الكافي بهذه الشخصية التاريخية التي قام عليه الاسلام.
الشيخ توفيق علويّة من لبنان بيّن بأن الدور الذي شغله الامام علي (ع) استثنائي جدًا بالوجدان والمعقول والمنقول في فترة مفصلية حاسمة في التاريخ الاسلامي فلا يمكن تجاوزها وهكذا الحال مع سائر أهل البيت (ع)، وإلا بقيّ للأمّة ولتراثها الشخصيات الهشّة المجرمة التي أسأت للاسلام وأعادته الى الجاهلية كما يحصل اليوم حيث كل مقدرات المسلمين في خدمة الاستكبار. وقال علوية بأن التاريخ اليوم يعيد نفسه حيث يقتل الجهلة التكفيريون بالنيابة عن الصهيوني والأمريكي، ويقوم هؤلاء بضرب القيم الاسلامية وتشويهها.علويّة أكد أن احياء ذكرى أمير المؤمنين (ع) هو احياء للأمة.
رئيس المحاكم الشرعية في اوغاندين سابقًا، السيد نذير الصومالي، نوّه بأن الامام علي (ع) تعرض لغدر الأمّة في مسعاه لحفظ الاسلام من الانحراف الذي حصل بعد استشهاد الرسول (ص) بعد مخالفة طريق الثقلين. ودعا الصومالي الى مجابهة الاستكبار وما يكرسه من شرذمة وفرقة بين المسلمين وسبيل ذلك التمسك بصراط أهل البيت (ع) وتراثهم العلمي والانساني فهم سفينة نجاة اليشرية وحماة الرسالات الالهية.
ختامًا مع كلمة للإعلامية اللبنانية سندس الأسعد تحدثت فيها عن شخصية الامام علي (ع) التي اتّسمت بالعدل والإنصاف، وعدم الخلط بين الخاصّ والعامّ، واتسمت بالترفّع والزهد، والبعد عن الحسابات الشخصيّة والعائليّة، تجربة هي بشهادة الخصوم كما بشهادة الأتباع، واقعيّة اتّسمت بالعدل والإنسانيّة والمعاناة، تجدون الحديث عنها في كتب الحديث والسيرة لمختلف المذاهب والطوائف، وهو الذي لم تعن له الأرقام شيئاً، فلم يستوحش يوماً في طريق الهدى لقلّة سالكيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق