نظم مركز الأمة الواحدة بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة والعتبة الرضوية المقدسة ندوةً فكريّة تحت عنوان 'السيدة خديجة ومفهوم العطاء الرسالي' وذلك مساء يوم الثلاثاء ١٢ آبريل ٢٠٢٢ بحضور نخبة من العلماء والشخصيات الإسلاميّة والثقافية ، وأدراتها الاعلاميّة سندس الأسعد.
في البدايةً القت كلمة مركز الأمّة الواحدة الدكتورة الاستاذة عهود عبد الواحد العكيلي أكدت فيها بأن الإيمان الراسخ والنبل والوفاء الذي تميزت به السيدة خديجة عليه السلام حجة على نساء الأمة ، مما يدلل على مكانتها الجليلة.معتبرة ان السيدة الخديجة التي ربت فأحسنت التربية وصنعت من ابنتها خادمة للاسلام حتى اصبح هناك أتباع من النساء لهذا النموذج المبارك في العيش والعبادة والسلوك.
رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمد حسن أختري أكدّ بأن السيدة خديجة هي أم المؤمنين وفقدها فقد جليل وعظيم للإسلام، لذلك حين ارتحلت أطلق الرسول على عام فقدها وفقد عمه بعام الحزن. وأضاف : ما أحوج الامة لتشارك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحزنه، وكذلك بأن تستلهم من جهادها الدروس الكثيرة خاصةً في ادارة المجتمع ، فهي المرأة التي بلغت درجة الكمال الإنساني في مرحلة تاريخية حساسة جدًا اتسمت بالجاهلية ، فكانت سندًا للرسول في جهاده وعبادته، من هنا جاء هذا التجليل لمقامها'. آية الله آختري شدد على أن السيدة خديجة كانت من المجاهدين المؤسسين لهذه الرسالة السمحاء ومن الواقفين وقفة عظيمة يجسد لنساء العصر انموذجًا صلبًا في هذه المجال الريادي وهو ما شهدناه في فلسطين واليمن والعراق، وختم فضيلته بالقول ان هذا الدور النسوي لا يمكن انكاره لما له من دور هام في صياغة التاريخ وصناعة الانتصارات.
من جهتها، الاعلامية الاسترالية جمانة طنانة لفتت إلى أن السيدة خديجة لعبت دورا محوريا فكانت القدوة للمرأة وللرجل ، وكانت الزوجة الصالحة الصابرة التي بذلت في سبيل الدين الإسلامي كل ما لديها. ورأت ان في معايير الزواج قدمت الخطوط الأساسية للزوجة الرسالية التي تخدم رسالة دينها وعقيدتها.
في السياق عينه، لفتت الباحثة الإسلامية الحجة أمل القطان من لبنان إلى أن السيدة خديجة ساهمت مساهمة قرآنية لتحقيق الدور الرسالي التكاملي فليس بالصدفة أن تكون أول من آمن وصلى خلف الرسول. وقالت هي من أعلى درجات النسب والجاه والجلال ، بذلت كل ما لديها للاسلام والدعوة. حين نقول في زيارة السيدة خديجة 'السلام عليك يا أم الأئمة الطاهرين فهذا تأكيد صريح على أنها كانت أم جميع الأئمة بمن فيهم الأمام علي وأم المؤمنين جميعًا، فقد نصرت الرسول حين عزّ الناصر وقلّ. وأضافت أوصت، وبكل خجل، من السيدة فاطمة أن تطلب من الرسول أن يكفنها بالرداء الذي كان كان يلبسه حين نزل عليه الوحي، مع كل ما بذلت كانت تستحي أن تطلب من الرسول ، فكان لها كفنان ، كفن من الله وكفن من الرسول تعظيمًا لمقامها.
الحجة عبير خليل أم الشهيد محمد تامر أعتبرت أن من رحم السيدة خديجة الطاهر خرج أفضل البشرية ، فكانت المضحية الأولى وكانت شريكة الرسول، وأول من أسلم وأول من ربت النساء على العطاء وبذل المهج في سبيل الاسلام وأعلاء كلمة الحق وتربية الأجيال في خدمة خط الاسلام بكل ما اوتين من طاقات. وأكدت والدة الشهيد بأنهم كعوائل شهداء يستلهمون من هذه الشخصية العظيمة دروس العطاء.
الاعلامية أوجينا دهيني أكدت بأن السيدة خديجة سيدة استثنائية وشخصية جليلة، هي سيدة نساء قريش، استحقت أن تكون كفؤ للرسول وسيدةً للعطاء الرسالي قبل البعثة وبعدها. وتابعت أعانته على جهاده وعلى عبادته، فبذلت الثروة المادية والمعنوية كما يقول الامام الخميني في سبيل نشر الاسلام. كما بذلت كل ما لديها لتذلل الصعوبات في سبيل امتداد الاسلام، صبرت وتحملت الأذى ولم تتراجع. وأكدت دهيني أن اليوم وفي خضم الحصار المفروض على الكثير من الشعوب العربية والاسلامية يوجد نماذج مشرقة في الجبهات الاقتصادية ، جسدوا دور السيدة خديجة تحملوا كل الصعاب ولم يتراجعن. وختامًا، توجهت دهيني للإعلاميين داعيةً اياهم لتسليط الضوء على هذه الشخصية الفذة.
الباحثة هدى الموسوي بيّنت الخصائص المهمة للسيدة خديجة (ع) بأنها من النساء الاربعة الذين بلغّن درجة الكمال التام ، اضافة الى ذلك انها المراة الأُسوة للمقاومين وهي القائدة والمعلمة التي يمكن ان يستفاد منها في الحاضر والمستقبل، واعتبرت ان من اهم مواقفها انها اختارت طريق ذات شوكة ما استوحشت مع قلّة اهله وشرعت الطريق للعقلاء والاغنياء ببذل كل ثرواتها وليس بالامر السهل ان يبذل المرء كل ماله في سبيل نصرة الحق، كما فتحت الباب على مصرعيه لكل طبقات المجتمع فهي سبباً في إنشاء الاسلام ومعروفيته ومقبوليته، واختيارها للنبي ماكان إلا لاداء الامانة وصدق الحديث .
في الكلمة الختامية أكدت الإعلامية سندس الأسعد مع إن التاريخ لم يتعرض للجزئيات المتعلقة بحياة السيدة خديجة ، إلا أن ما وصل يمكن أن يرسم بعض معالم شخصيتها المتميزة والبارزة. وأضافت للسيدة خديجة سلسلة متواصلة من المواقف الريادية التي لم تسبقها إليها اية امرأة. الكثير من الدروس يمكن استخلاصها فهي تصلح ليقتدي بها النساء عبر الأجيال واوضحت ان السيدة العظيمة لم تغرها زبارج الدنيا وإنما كانت تبحث عمن يخدم هدفها الأسمى في الحياة وهو حمل مشعل الإسلام لتنير للبشرية دربها المظلم. وختمت الأسعد ان السيدة خديجة عليها السلام كانت امرأة رسالية ورائدة صبرت وضحت من أجل مبادئها ، وكانت الزوجة والسكن والناصر والوزير لصاحب أعظم رسالة في تاريخ البشرية حتى عُدّ نصرها له أحد الدعائم التي قام عليها الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق