نظم مركز الأمة الواحدة بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة والعتبة الرضوية المقدسة ندوةً فكريّة تحت عنوان "المخلص وبناء الحضارة الإسلامية" وذلك مساء يوم الأحد ٢٠ مارس ٢٠٢٢ بحضور نخبة من العلماء والشخصيات الإسلاميّة والثقافية، وأدراته الاعلاميّة سندس الأسعد.
بدايةً مع كلمة رئيس مركز الأمّة الواحدة السّيّد فادي السيّد على أن فكرة المخلص تكرس مفهوم إنساني حضاري سيسقط كل الاعتبارات التمييزية بين الشعوب، والتركز على تكريس العدالة والاصلاح والتآخي الإنساني والمفاهيم الإسلامية الأصيلة التي أكدّ عليها جميع الرسل، وبالتالي الأخذ بالبشرية نحو هدفها الأصيل ألا وهو هدف الخلافة والتكامل. وتابع السّيد أن اتباع النهج القرآني هو السبيل لتقويم حياة الإنسان والأمن الفردي والاجتماعي، من هنا جاء التأكيد على تحقق الفرج في خطاب أئمة أهل البيت عن طريق حركة عالمية كبرى تنتصر للمستصعفين في الأرض. وأضاف السيد بأن حالة الظلم والانحراف والجهل والفساد التي تعيشها أمتنا هو النتيجة التي ترتبت عن تفشي القيم الهابطة للحضارة المادية والتخلف عن الدور التكاملي لخط الأنبياء والرسل، خط الهداية وصلاح النفس والبشرية.
رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله شددّ على ضرورة معرفة شخصية المخلص الذي أكرم الله البشرية بخلافته ، وبناءً عليه لا بد من التمسك بمن يمثله في زمن الغيبة ، والتعرف على دور المكلف ، والتأسيس للظهور المبارك بالجهوزية على مستوى الفرد والمجتمع. ودعا آية الله أختري الباحثين لإيلاء هذا الموضوع الاهتمام الكافي مؤكدًا على أهمية الخروج من العصبيات الضيّقة والنصوص التي شوهت الحقيقية المهدوية لأغراض سياسية.
من الأردن، أشار الشيخ مصطفى أبو رمان إلى أهمية الدعاء بتعجيل الفرج للخروج من الظلم والظلمات وعدم الانشغال بالخلافات التي فرقت بين المسلمين وشتتهم وأحلت سفك دمائهم وهوانهم أمام الأعداء. وتابع بأن المطلوب الخروج من حالة الخلاف إلى حالة الوحدة والمحبة كي نعد من أنفسنا جنودًا للأمة والمهدي (ع) فانتظار الفرج ليسَ مجرّد شعارٌ أجوف، وإنّما هو صبرٌ وعمل واستعدادٌ واستقامةٌ ، وتمهيدُ وإعداد النفس لنصرتِه.
بدوره قال رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، الشيخ غازي حنينة، بأن المهدوية مسألة إسلامية أصيلة أكدها القرآن والحديث، فهي تتمة للرسالة وتصحيح للانحرافات التي تعرضت لها بسبب أدوار حكام المسلمين الذي اضطهدوا المسلمين، مؤكدًا على ضرورة معرفة الإمام المهدي (ع) والاستعداد والوحدة ورصّ الصف والثبات فهم من أساسيات الإيمان والعقيدة ومن عوامل القوى. واضاف بأن الأخذ بمبدأ الاستعداد الذي انتهجته الثورة الإسلامية الإيرانية أخرجت المسلمين إلى مصاف القوة بوجه المشاريع الاستعمارية.
الأب الدكتور حنّا اسكندر، عميد كلية الدراسات الشرق اوسطية في جامعة سليمان الدوليّة وأستاذ التاريخ واللغات القديمة أكدّ على الانسجام وتلاقح المعطيات بشأن فكرة المخلص بين الإسلام والمسيحية، والذي سيخلص البشرية، وهذا يتطلب إعداد روحي واستعداد لهذا الحدث الموعود والمترقب لازالة الالم والظلم والجهل والحكم بالعدل.
ومن الحجاز، أكد الداعية الاسلامي عبد العزيز الشريف بأن فكرة المخلص فكرة إنسانية جامعة.
هذا وشارك في الندوة ايضًا رئيس المحاكم الشرعية في اوغاندين سابقًا السيد نذير الصومالي، ممثل العتبة الرضوية د. صقر صبوح، رئيس مجلس الأعلى لمحبي أهل البيت عليهم السلام في السينغال الشيخ شريف امبالو، الباحثة السيدة هدى الموسوي، الشاعرة الأستاذة فاطمة السحمراني، مستشارة مجلس الوزراء اليمني د. نجيبة مطهر، رئيس اللجنة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء أ. حميد عبد القادر عنتر وقد أجمعت الكلمات والمداخلات على أنه بناءً علام تشهده السّاحة العالمية من ظلم منظم وانحرافات مستشرية، يتعين على النخب العمل بشكل فاعل على إخراج هذا الإيمان الراسخ بظهور المخلص إلى العالم وتأسيس القواعد الصلبة لهذا الوعد الإلهي بالتصدي للمسؤوليات والواجبات في خضم الحرب الشرسة التي يشنها الاستكبار ضد الأمم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق