ما اريد التحدث عنه في هذا البحث هو "مفهوم صرخة الشهيد في استنهاض الامة" تحت عنوان ""الشهيد نمر النمر ... صرخة الثائر في وجه الطغاة""
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا
خمسة أعوام مضت على إعدام اية الله الشيخ نمر باقر النمر، ولا تزال صرخة الشهيد تهزّ عروش الطغاة...
بصيرة الشيخ الشهيد وعلومه حتمت عليه رفع الصوت عاليا في وجه الاستبداد حتى سطر بدمائه الزكية مسيرة نضال المهمّشين ضد سيف الظالمين ، وذكرت هذه الصرخة المدوية الجميع بأن هناك من فدى بنفسه كرامة للأمة حتى اصبح حجة على كل الخانعين والخاضعين للظالمين ليكشف اضاليل الطغاة ومشاريعهم التآمرية على شعوبهم.
سار على نهج الانبياء والمرسلين رافعا لواء الاصلاح الذي رفعه الامام الحسين عليه السلام عندما قال ""لم اخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي"" واستلهم الجهاد من النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذي واجه المستبدين وحارب المستكبرين لرفع الظلم والجور عن المظلومين.
فشكلت مرافعة الكرامة للشيخ النمر ضربة قاسمة للنظام الحاكم لان جل ما كان يدعو اليه الحرية والكرامة التي سلبتها عائلة ال سعود من الشعب في شبه الجزيرة العربية وقضية حقوق الانسان المعدومة في المملكة لذلك دعا الى التحرر من العبودية رافضا اي محاولة لممارسة العنف والارهاب .... فرفع الشهيد العزيز غضن الزيتون في يد ولواء الحق في اليد الاخرى وقاد ثورة الاصلاح الوردية وواجه قمع وعنف النظام بالكلمة وكان يحرص على استنهاض الشعب بقوله لكي يعيش الانسان السعادة والعزة عليه ان يرفض الحياة مع الظالمين لانها لا تعطي الا الشقاء والعبودية وهي موت حقيقي ...والموت رفضا للظلم والظالمين هي حياة حقيقة ملؤها السعادة.
الشيخ الشهيد ختم حياته شامخا بالعزة والكرامة مرددا قول الامام الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إعْطَاءَ الذَّلِيلِ ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ. وقول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم : والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته.
لم يصعد الشهيد النمر سنام المجد او يرقي الى العلى بآلة اعلامية بل كان سيف الجلاد الذي حز راسه معراجه للسمو لانه ابي ان يخفي نور العزة والكرامة بل رفعها فوق راسه غير مبال بنقمة الظالمين على ذلك النور الذي يكشف سواتهم ويهتك استارهم المزيفة.
لن تنتهي الحياة بموت الانسان فكيف به اذا كان موته ظلما وكيف به اذا كان عالما وثائرا بمقام الشيخ نمر باقر النمر ... فدماء هذا الذبيح الذي تعمد النظام اخفاء جثمانه الشريف حتى يومنا هذا ستكون كفيلة في اسقاط عروش الظالمين والمستبدين وستكون اخر مسمار يدق في نعش الطاغوت لان دماء الشهيد النمر ستبقى تفور في عروق الثائرين على درب سيد الاحرار الامام الحسين عليه السلام وستبقى حرارة دماء الشهداء الابرار تغلي في قلوب الاحرار في العالم لتحرير الانسان من العبودية كما اراد النبي الاكرم لانه من يملك الحسين يملك الشهادة ومن يملك روح الشهادة لايهزم والانتقام الالهي من الاشرار قادم لا محال كما انتقم من قتلة النبي يحيي عليه السلام عندما سلط عليهم ملك بابل فبغي عليهم وابادهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق