هذا العالم الرّباني الجليل الذي تفانى بحبه وعشقه لله وشرّد في الصحاري والبراري والفيافي بسبب ولائه وأنتمائه للائمة الهدى ،
فضحى بكّل جوارحه وحياته من اجل الدفاع عن النهج المحمدي الاصيل فدفع ضريبة حبه وولائه لهذا النهج الى الهجرة والبعد عن الاحبة وكان خروجه من سامراء بأمرٍ من الامام الهادي (ع) حرصاً على سلامته حتى وصل بعد عناء السفر والتعب الشديد وصل الى بلاد الرّي ومكث في بيتٍ لأحد أتباع الشيعة الثقات وتفرغ للعبادة فكان لا يخرج إلا متخفياً لزيارة حمزة بن موسى الكاظم (ع) الذي رافق الامام الرضا (ع) فكان هذا العالم الجليل يرى بزيارة السيد حمزة فيه أنوار أئمة الهدى فيستشعر بالأمن والراحة والقدوة ،
عاش الشاه عبد العظيم في أقسى الظروف في مرحلة الحكم العباسي الجائر الذي كان يقتل كل اتباع اهل البيت ، يمارس ابشع انواع التعذيب والتنكيل والتشريد كان يلاحق شيعتهم تحت كل حجر ومدر حتى قتل من قتل وشرد من شرد حتى طال الظلم هذا الجليل فأدى الى تشريده من بلاده ، فكان المتوكل الذي تولى سدة الحكم من عام ٢٣٢الى عام ٢٤٧هجرية يقول ابو الفرج الاصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين كان شديد الوطأة على أبي طالب شديد الحقد وشديد الظن والتهمة لأتباع ائمة الهدى فسبب ذلك الى فراره الى بلاد الرّي
فكان سفيراً وممثلاً للامام الهادي فكانوا الشيعة يلتجأون إليه في حل مشاكلهم كانوا يحومون حوله كما تحوم الفراشة حول الشمعة
وأما من جانب فضله وكراماته لقد برزت منه كرامات باهرة للغاية وشهدوا له بذلك كبار العلماء الاجلاء أمثال البروجردي والاردبيلي والميرزا حسين النوري والنجاشي والصدوق والطوسي والشيخ عبد الله المامقاني وابن قولويه وغيرهم فهذا الجليل وصل الى اعلى المقامات المعنوية والفلسفية فكان خزان علم وسرٍ للائمة (ع)حتى ان نهج البلاغة لحفظة اقوال واحاديث عن الامام علي (ع) يقال ابن الحديد اخذ من احاديثه فكان مُعتمد الائمة وثقتهم وقد خوّلوه بإلاجابة عنهم في مسائل الدين وأحكام الشريعة والتفسير فالذي اقترنت حياته بأربعة أنوار من انوار اهل البيت فما بالك من علمه وسيرته وسلوكه لقد إغترف من معين العترة الطاهرة وغُذي من هديهم وأقبس علومهم الالهية حتى نشر إشراقات هديهم وبثّ إشعاعات فضلهم وعلمهم وبيّن فضائلهم ومناقبهم في كل أرجاء المعمورة مدافعاً عنهم ومجاهداً بلسانه وروحه وكل جوارحه ولذا حظيّ على مرتبة ومقام رفيع حتى استحق بذلك بأن تكون ثواب زيارته كأجر من زار الحسين (ع) فسلام عليك سيدي هذا غيض من فيض فسيرتك لاتتوقف عندحدّ فهي معينٌ لاينضب وبحرّ لا ينفد اقبل مني هذا القليل فأرجو من الله تعالى ان تطالني شفاعتك ورعايتك ودعائك فأنا الفقير المحتاج اليكم
خادمتكم هدى الموسوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق