كتبت د. ليلى شمس الدين
واجهت
الباحثة في الأنثروبولوجيا البروفسورة مها كيّال التحدّيات والأزمات المجتمعية
التي يعيشها اللبنانيون في الوقت الراهن من خلال إصدار كتابها "ما بين الثقافة والتراث الثقافي"
مخترقة مساحة القراءة الديناميكية lecture dynamique)) في العصر الرقمي الذي نعيش.
الكتاب مجموعةً من الأبحاثِ التي شاركتُ بها البروفسورة كيّال في العديدِ من المؤتمراتِ الوطنيةِ والإقليمية، يطال في مواضيعه التراثَ الثقافيّ بشقّيه: المادّيّ وغير المادّيّ، كما الثقافة المعاشة وتأثرها بالموروث.
الأبحاث
التي يتضمّنها الكتاب ليست بالجديدة، لكن قسماً منها لم ينشر بعد. وإنّما ارتأت
كيّال الباحثة في الأنثروبولوجيا أهمية جمعها ونشرها، لا سيّما وأن مواضيعها
مترابطة من حيث المجال البحثي.
تختزن
صفحات الكتاب من خلال التحليل، الارتباط بين الثقافة والتراث في قالب اجتماعي
لبناني، وينظر بعيون أنثروبولوجية لقضايا الهوية، والتنمية، وعولمة الثقافة،
والتراث المادي واللامادي، وإشكالية صون التراث، والهيمنة الثقافية والدلالات
والرموز الثقافية، وغيرها من القضايا الفكرية المترابطة التي جمعتها في 208 صفحات
شكّلت مجموع صفحات الكتاب الذي مُهر غلافه بريشتها من خلال لوحة مميّزة أضافت
بعدًا جماليًا لهذا الإصدار المميّز.
والجديد في هذا الإصدار أيضاً، انّه يمثّل رؤية وتطلعات البروفسورة كيّال للتراث عموماً، لا سيما منه المادي، كما وللثقافة المادية، الذي شرحته بتوسّع في تقديم وفي خاتمة كتابها الذي أرادته أن يكون فاتحة لأبحاث جديدة في الثقافة المادية.
الاستفادة
التي قدّمتها البروفسورة كيّال الباحثة في الأنثروبولوجيا في هذا الإصدار لم تقتصر
على المضمون الذي لا شك سيُغني المكتبة الأنثروبولوجية العربية من خلال استفادة
الباحثين والأكاديميين والطلاّب، وإنّما تعدّته إلى الاستفادة من مضمون هذا الكتاب
بصيغة PDF مجّانًا من خلال تنزيله بسهولة من خلال
الضغط على الرابط الموجود على حسابها الفايسبوكي.
إضافة
جديدة تشكّلت من خلال هذه التجربة التي اعتمدتها البروفسورة كيّال في إصدارها من
خلال طباعته عبر Word
وتحويله
إلى صيغة Adobe Acrobat (PDF) لعرضه، وهو ما اعتبرته المؤلّفة
والناشرة في آن أسلوباً سيسمح لها مستقبلاً بتطوير طرائق كتبها، لجعلها كتباً
رقمية عديدة الاحتمالات في صناعتها، دينامية التطوير في الشكل كما في المضمون.
مفترضة أن تصل إلى صناعة الكتب والأبحاث التفاعلية التي تنقلنا من مرحلة القراءة
التأملية (lecture reflexive) التي أنتجها عصر النهضة، إلى
مرحلة القراءة الديناميكيةlecture dynamique)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق