السلام على أول ناصرة للأسلام ، من هي خديجة إنها المراة التي حظيّت بمكانة خاصة ومنزلة رفيعة حتى ملكت قلب نبي الرحمة محمد (ص) فقى طيلة حياته يبكي عليها ويذكرها بالخير ويؤكد على مكانتها في قلبه الشريف وكان يثني عليها ولايرى من يوازيها في تلك المنزلة الرفيعة فكان شاهداً ،ومادحاً ،لها على الدوام إنها المراة التي امنّت بي إذ كذبني الناس واَوتني إذ رفضني الناس ، لقد كانت خديجة شريكة النبي في كل اَلامه واَماله والمسليّة له بما اصابه من اَذى فكانت يد العون له على كل المكاره ،حتى كانت وزير صدقٍ بنفسها ومالها ، مزجت السيدة خديجة بين الأيمان والعمل فكانت المصداق البارز للحديث:《الايمان هو إقرار باللسان وعقدٌ في القلب》
إمتثلت لأمر الله واَيات الذكر الحكيم بكل رحابة صدرٍ بازلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة فلم يبقى من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف رسول الله ،(ص) وكانت تشعر بربحها لكنزٍ وفير لايدانيه كنزٌ من كنوز الدنيا والممتثل بكنز الهداية المحمدية
كانت تشعر بأنها تهدي حناناً وحباً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء ، إختارت محمد لا لشخصه فالنبي كان فقيراً وهي كانت ذات ثروة طائلة تُضارب بها الرجال في مالها وثروتها كانت صاحبة صاحبة مكانة إجتماعية
مرموقة ، كانت المرأة العاقلة الحازمة فهذه المراة بذكاءها وبشجاعتها إستطاعت ان تُشخص الرجل المناسب الذي يُليق لاخرتها ، وجدير بنا ان نتحّرى لمعرفتها ودراسة حياتها دراسة موضوعية فكرية لماتحمله في طياتها من فكر راجح وعقل مدبر وقلب متنبه يقظ لاتاخذها في الله لومة لأئم.
فسيرة هذه المراة هي درس كبير لنا لكلّ الفتيات التي يردنّ ان يتزوجنّ أقول إن خديخة أختارت الزوج الكفؤ لها في وحدة الفكر والهدف وسمّو الاخلاق ،والعلاقات الزوجية لا لعمره ولا لمكانته بين الناس بمعنى ليس لغرض دنيوي بل لغرض اخروي ، ايضافة الى ذلك اقول ان اختيارها لرسول الله هو بحد ذاته درس لنا لانها نظرتها له ليست نظرة مادية وأنما نظرة معنوية بحتية
إختاره لصدقه - واداء امانته وهذا إن دلّ على شيء يدل على رجاحة عقلها ووعيّها وذكائها بينما اليوم في عصرنا الحاضر نرى الفتاة المقبلة على الزواج أول ما تبحث عن الشهرة والمال والجمال الخارجي نظرة مادية بكل ما للكلمة من معنى ، بحيث اصبح الزواج هدف وليس وسيلة للوصول الى الله تعالى تعمل بأهوائها الذاتية ، ولذا نجد اكثر المشاكل التي تحصل بين الطرفين لانها لم تبنى على اساس
رضى الله تعالى ، اقول هذه المراة اقصد بذلك السيدة خديجة يجب ان تكون في مقدمة حياتنا وفي متناول سيرنا وسلوكنا
فلولاها لما قام الاسلام ، قدمت كل ما تملك في سبيل الله حتى اصبحت فقيرة على البساط وماتت جائعة وعانت وواسته في كل ميادين الجهاد حتى في الحصار في شعب مكة ، ما ملكت لنفسها إلا السمعة الطيبة والدرجة الرفيعة ، والسيرة الحميدة
والذكر الدائم لقد أثمرت حياتها برفقة وشراكة نبي الله ليكون ذلك ذخراً لاخرتها وليكون إسمها لاصق في كل مكان فكانت المصداق الاوفى والبارز كان لدعمها الكبير في غنى الرسول والرسالة عمّا في ايدي الاخرين حتى عٌد ذلك من النعم الالهية الكبرى
{ووجدك عائلأ فأغنى }
حتى شهد ذلك الرسول مانفعني مالٌ قط مثلما نفعني مال خديجة
كان يؤدي الديون ويساعد المحتاجين والمساكين وكان مصدر إنفاقه في شعب أبي طالب وعند المحاصرة
إمتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الاخلاق الحميدة وضعت اموالها تحت تصرف رسول الله في سبيل إنقاذ البشرية من ظلمات الجهل الى نور الايمان والتوحيد والهداية حتى شمل عطاءها مشارق الارض ومغاربها
بما رحُب صدره إتساع افاق الدنيا
فنحن مدينون لها ،
فليس بكثير ان تحظى بإسمٍ عند الجلالة ويُخصص لها سلام من قبل الله قبل البدء بالكلام مع الوحي المنزل على رسول الله
فسلام عليها يوم توفيّت ورحلت الى الرفيق الاعلى مجاهدة صابرة محتسبة لامر الله تعالى
سيدتي أقبلي مني هذا القليل
خادمة اهل البيت
هدى الموسوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق