عقد مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية ،بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة،ندوة فكرية ،تحت عنوان دور الإمام السّجاد في ترسيخ الإسلام ،احياءً لذكرى شهادة الامام زين العابدين عليه السلام ،
شارك في الندوة نخبة من العلماء والمفكرين في العالمين العربي والاسلامي وبعدد من الدول الغربية ،
افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم للقارىء الدولي محمد شحيمي ،وكلمة ترحيبيّة لرئيس مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكريّة والاستراتيجية سماحة السيد فادي السيد ،تناول فيها دور الامام زين العابدين عليه السلام ،من ثلاثة جوانب ،التعريفي ،الاظهار ،والإخراج. وعرّف سماحته مقصوده من التعريف بان الامام زين العابدين عليه السلام رغم حجم المجازر الوحشية التي ارتكبها يزيد بحق ال البيت عليهم وسبي النساء ،استطاع فضح زيف وتضليل هذا الحكم الفاسد ،ودحض مزاعمه التآمرية على ال البيت ،لتشويه الثورة الحسينية ،وتزييف أهداف الامام الحسين عليه السلام ،وتجلى ذلك التعريف ،باعتلاء السجاد المنبر وتعريف الناس عنه وعن ابائه واجداده ،وعن الامام الحسين بانه ابن المقتول بكربلاء ،
وتطرق السيد ،الى جانب الاظهار ،حيث اعتمد الاعلام كوسيلة لاظهار الجانب المأساوي لواقعة الطف ،لكي تبقى حية في ضمير الامة جيلا بعد جيل ،مقدما للبكاء فلسفة خاصة من شأنها ان تهز عروش الطغاة ، وراي ان تلك الدموع الحرّة ،نغصت حلاوة الانتصار على يزيد وكل من باع دينه ودنياه بقتل الحسين. عليه السلام ، وختم السيد بتوضيح جانب الاخراج،حيث كان للامام السجاد الدور البارز في اخراج النهضة الحسينية بظروفها القاسية من محدودية الزمان والمكان ، كما استطاع عليه السلام ان يبرز قدرة القائد في اخراج الامامة ،الى الدائرة الاوسع مهما بلغت شدة الظروف ، وختم السيد فادي السيد قوله ،ان الامام زين العابدين استمر في مواجهة الظلم والطغاة بكل الوسائل العلمية والفكرية ،ولا سيما الروحية حيث الصحيفة السجادية منارة في الافئدة وهدى لكل ثائر ومجاهد في سبيل الله.
رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمد حسن أختري ،ركز في كلمته على دور الامام السجاد عليه السلام من خلال الهدف الذي اراده الله لحرمة الامام الحسين عليه السلام ،وهو الهداية واتباع الحق والصراط المستقيم ،واشار سماحته الى أن الامام السجاد من خلال دوره بعد كربلاء عزز مشروع الاصلاح على المستوى العلمي والفكري والعقائدي ،واعتبر ان طريق الهداية ياتي من الصراط المستقيم لتاصيل وتاسيس العبودية المطلقة لله تعالى ،وهذا ما برز في تعاليمه وخطبه وخاصة ما جاء في رسالة الحقوق والصحيفة السجادية الكاملة ،التي تعتبر دستورا اخلاقيا وانسانيا يستطيع الانسان ان يسير عليه وينظم شؤون حياته واضاف اية الله أختري ،ان رسالة الحقوق ، تعتبر ارقى منشورا حقوقيا قابلا للتطبيق سواء على مستوى الحكومات ام على مستوى المجتمعات والافراد ، مشددا على ضرورة السعى لعقد الحلقات واللقاءات ذات الشان الحقوقي لتوضيح ابعاد رسالة ودور السجاد عليه السلام في مواجهة الحكم الفاسد لان الامام في مخططه الاستراتيجي عمل على محاربة الظلم ومواجهة الظالمين.
الداعية الاسلامي عبد العزيز الشريف من العاصمة السعودية الرياض ،قدما بحثا روائيا بفضائل اله البيت عليهم السلام ،لا سيما خصائص الامام السجاد عليه السلام ، متحدثا عن المحبة لال البيت في كتب اهل السنة والجماعة ،معززا كلامه بقصيدة الفرزدق التي نظمها بحق الامام السجاد ، وتابع الشيخ الشريف ،ان المتتبع لحركة ال البيت يعلم فضلهم ومشروعية منهجهم فلا يظنن احد ان السنة والجماعة لا يحبون ال البيت معتبرا ان ما يشاع الهدف منه التفرقة خصوصا ما يذكر بان السنة ينصبون العداء لاهل البيت واكد ان السنة التي تتبع النبي حقا تحب من يحب النبي فكيف اذا كان هؤلاء من ال بيته الاطهار.
الشيخ الدكتور محمد الزعبي ،تحدث في كلمته عن الحب لال البيت عليهم في القران والسنة ، منطلقا من حديث الثقلين للنبي صلى الله عليه واله،مشيرا الى ان هذا الحديث اكمل رسالة ووصية النبي حين تلتزم به الامة ، كما عرج على مضامين الحب وتبيان صفات الامام السجاد في القصيدة الفرزدقية المشهورة ،التي بينت فضائل الامام السجاد ببيان واضح وبليغ لايمكن لاحد ان يدعي خلاف ذلك ، لا سيما وان الفرزدق معروف انه شاعر البلاط الاموي ، واوضح الشيخ الزعبي ان حب ال البيت متغلغل في نفوس العامة لان الامام الحسين واهل البيت عليهم السلام ليسوا للشيعة او للسنة انما الحسين وال الحسين مشروع انسانية لكل زمان ومكان.
نائبة رئيس المجلس الاسلامي في بلجيكا ،ومرشحة للمجلس النيابي البلجيكي، السيدة ايزابيل بريل ،تحدثت في كلمتها عن دور الامام السجاد وجميع الائمة عليهم السلام في تعليم القيم والمثل الاخلاقية العليا
واضافت ان الامام السجاد رغم المشاكل التي عاشها فانه لم يتخلى عن دوره القيمي ،لرفع الظلم عن الثورة الحسينية ، جراء التشويه الاموي لاهدافها ، ولفتت الى الدور الاكبر للامام بعد واقعة الطف في الشام والكوفة والمدينة ،حيث عمل على تبيان الحقائق للناس ، وتاسيس مدرسة اخلاقية روحية تعتبر منظومة فكرية وروحية يستطيع الانسان من خلالها ان يتعلم مهارات وفن الدفاع عن الحق والحقيقة ،
وشددت على ضرورة ان يتعلم الانسان من السجاد عليه السلام ،كيف تكون علاقة الانسان مع نفسه وربه.
الاعلامية من استراليا ،الاستاذة جومانة طنانة تحدثت في كلمتها عن الدور القيادي في حركة الامام السجاد عليه السلام ،حيث جمع الناس بعد تفرقتهم من خلال عدة اهداف سياسية من شانها تعزيز استمرارية ومشروعية النهضة الحسينية ،وتثبيت دعام الامامة ، وتابعت طنانة القول ،عمل الامام السجاد من خلال هدفه الاعلامي على اظهار الجانب الماساوي لواقعة الطف ، من خلال وسيلة البكاء واظهارها للعالم كوسيلة هدمت عرش يزيد ، وشكلت له حالة من القلق النفسي والسياسي ، واعتبرت ان كلمة الامام الثائرة المواجهة للظلم ومناهضة الافكار الخاطئة اثرت في تعزيز مشروعية الحسين في كربلاء
وختمت الاعلامية طنانة بالقول ،لقد عمل الامام السجاد من خلال خطبه في الكوفة والشام على هز اركان السلطة الاموية ،وتحريك العقول والقلوب للثورة على يزيد ،،فكانت معاني الخطب بليغة وعميقة فيها من المشاعر الانسانية والفكر والتربية والتعليم ،ما يدل على المكانة العلمية والمرجعية التي ياتي من سلالتها الامام السجاد ،مشيرة الى ان الصحيفة السجادية العالية في مضامينها التربوية والتبليغية سدت الفراغ الروحي في المجتمع للسلوك الى الطريق السليم ،واوضحت ان الامام بمخططه الاعلامي ومنطقه المنقطع النظير استطاع الصمود والتصدي للحاكم الظالمين ، مشيرة الى انه لولا الامام السجاد والسيدة زينب لما استطاع الشباب اليوم الوقوف في وجه الظالمين.
مسؤول مؤسسة العباس في تنزانيا الشيخ محمد كيزا موسى تحدث في كلمته عن التواضع عند الامام السجاد عليه السلام ، مقدما نبذة قصيرة عن سيرته العطرة ، كما تناول الشيخ موسى موضوع التواضع من خلال القران الكريم والاحاديث الواردة عن الائمة الاطهار عليهم السلام معتبرا ،ان التواضع لله جسده الامام السجاد في منطقه وخطابه وحياته فكان القدوة في القول والفعل والعمل ،وهذا التجسيد جعل منه مثالا يحتذى به الناس في كل العالم ،وجامعة يتعلم فيها كل من اراد ان يسير على الخط السليم.
عضو مجمع اله البيت عليهم السلام ،نقيب السادة الاشراف في محافظة البحيرة ،بجمهورية مصر العربية السيد طاهر الهاشمي اعتبر في كلمته أن الإمام السجاد حمل رسالة عظيمة لا تقل في عظمتها وقوتها عن رسالة الأنبياء والرسل فمنها أنه دمر أهداف يزيد ومن معه من الطغاة وهدم بنيانهم وأسقطهم وكشف زيفهم..وتابع القول، لقد ركز الإمام علي زين العابدين ( ع) اهتمامه بالحفاظ على الإسلام بهويته الحقيقية، ورأى أن أفضل السبل لذلك هو الدعاء،من أجل تثبيت دعائم الدين برسائله عن الحقوق ليميز الخبيث من الطيب.وختم الهاشمي القول ان الدعاء عند الامام السجاد حيث هو القوة الخفية الداخلية للإنسان والمجتمعات جميعا ليرتقي عقله وقلبه في عالم الملكوت الإلهي وهو مخ العبادة وفيه سعادة المجتمعات ومن تخلق به عاش بخلق كريم في نفسه وأسرته ومجتمعه ، وهذا ظاهر بصورة جلية في الصحيفة السجادية مذكرا ، بأن اتباع اهل البيت والكثير من الناس على مستوى العالم ومنهم الصوفية يلتزمون بقراءة كتاب الصحيفة السجادية ليجعلوا منها وردًا لهم وسلاحًا يواجهوا به مشاكل النفس ويمهدوا به طريقًا للارتقاء الروحي ، كما ينتهجون من كتاب رسالة الحقوق التي جعلوا منها دستورًا في حياتهم للتعامل مع أسرهم ومجتمعهم.
الباحث الاسلامي في بلجيكا الشيخ حيدر المهاجر تحدث في كلمته عن عاشوراء الماضي والحاضر مقدما مقاربات واقعية ودروس مستفادة من واقعة الطف حيث أخرج واقعت الطف ودور الامام السجاد من كربلاء لتكون أعم وأشمل من حادثة وقعت في زمن ومضت معتبرا ان حركة السجاد إصلاحية شاملة لا تقل أهمية عن نهضة الحسين عليه السلام ..وتابع القول ان مدرسة السجاد عليه السلام تجسد كل معاني الصبرلكل زمان ومكان لياخذ منها الانسان الحكمة في ادارة الامور السياسية والاقتصادية.واضاف ان شعوب المنطقة الرافضة للظلم والعدوانة في لبنان واليمن وفلسطين ... تقف رغم المعاناة وقلة الناصر والضغط الاقتصادي والحصار المفروض عليها في وجه قوى الشر والباطل. لأنها بكت على الحسين وأخذت القدوة في المواجهة من السجاد والعقلية زينب عليها السلام ..وختم بالقول ..أن الإمام السجاد نبع فياض من القيم الأخلاقية والإنسانية التي تمكن الانسان من الصمود ومواجهة الحكام الفاسدين.
الاعلامي السوري محمود موالي ..أشار في كلمته إلى المعاني الأخلاقية والقيمية والفكرية في ثورة الامام الحسين . حيث ان الامام الحسين ذاك القائد الجهادي يعى من خلال نهضته المباركة ان يخرج الإنسان من قوقعة الجهل والخضوع والتسليم للباطل..ولفت موالي الى الدور التاريخي للامام السجاد في النضال السياسي وامتصاص الحالة الاقتصادية التي فرضها الحكم الأموي آنذاك ..كما ساهم في إظهار الحق والحقيقة ، وتوضيح النزاعات والجدليات التي كانت سائدة بين الحق والباطل. وختم القول ..أن المتتبع لحركة الإمام السجاد عليه السلام يمكنه أن يدرك ما بيّنه بمسيرته من اصناف الناس في عصرنا هذا الذين كانوا في عصره فقسم يرتمي تحت البلاط وقسم يرتمي في احضان الكتلة الغربية واخرون يخافون على لقمة عيشهم فلا يحركون ساكنا ..ودعا الى اتفاضة فكرية واقتصادية كما فعل الامام السجاد عليه السلام لتعزيز الثقافة الاجتماعية بين افراد المجتمع للسير على خطى السجاد عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق