اتهم الباحث الاسلامي الشيخ توفيق علوية المستعمرين والمستكبرين والعنصريين والسفيانيين بمحاولة طمس معالم الاسلام والتراث الحضاري المادي والمعنوي عبر هدم قبور ومقامات المعصومين عليهم السلام
وخلال مشاركته في المؤتمر العلمائي الثاني لاحياء ذكرى ولادة الامام الرضا عليه السلام اكد فضيلته ان الشرك الحقيقي هو العمل على ازالة كافة المحسوسات التي لها علاقة بين الارض والسماء لان الهدف من ذلك دفع الناس باتجاه المستعمرين والمستكبرين والعنصريين والسفيانيبن حصرا والبيت الابيض اليوم هو النموذج البديل عن مقامات واضرحة الاولياء والصالحين باعتباره المحجة لهؤلاء وهذا معاكس لمزاعمهم التي تدعي محاربة الشرك وراي الشيخ توفيق ان مقام الامام الرضا عليه السلام هو اشعاع حضاري ، وهو من اجلى مصاديق التوحيد الالهي ، ومن ارقى تجليات الوقوف بوجه الظالمين والمستكبرين ، ومن ارقى معالم الوحدة بين المسلمين ، واضاف ان المقام الرضوي من ارقى تجليات العلم والمعرفة والروحانية وعبادة الله الواحد الاحد ، لانك عندما تزور المقام تكتشف ان صاحبه امام معصوم كان يعيش التوحيد الالهي وينبذ الشرك ، ، ويواجه الظالمين والمستكبرين في ارقى واعلى وجوه الحرب ضدهم.
نص الكلمة
نص كلمة الشيخ توفيق علوية في المؤتمر العلمائي الثاني الذي نظمه مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية تحت عنوان : الاشعاع الحضاري لمقام الامام الرضا عليه السلام .
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله الاعظم محمد وعلى اله الاطهرين الاكرمين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
يقول الله المتعال في القران المجيد : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } .
هناك عدة منبهات وموقظات تنبه الانسان وتوقظه للالتفات الى الحقائق الوجودية وعدم الغفلة عنها ، ومن هذه المنبهات والموقظات المنبه والموقظ المكاني والتي منها مقامات واضرحة المعصومين عليهم السلام ، فهذه الاضرحة والمقامات هي إحدى ابرز واعظم تجليات التوحيد الالهي ، لذلك اراد المستعمرون والمستكبرون والعنصريون والسفيانيون طمس معالم الاسلام والتراث الحضاري المادي والمعنوي من خلال هدم قبور ومقامات المعصومين عليهم السلام وازالة كل المحسوسات التي لها ربطية بين الارض والسماء ، لكي يتجه الناس حصرا الى المستعمرين والمستكبرين والعنصريين والسفيانيبن والبيت الابيض الان هو النموذج البديل عن مقامات واضرحة الاولياء والصالحين باعتباره المحجة لهؤلاء وهذا هو الشرك بعيته لا كما يزعمون بانهم يحاربون الشرك من خلال الدعوة لتهديم الاضرحة والمقامات المقدسة ، وهكذا هم يريدون لكل سفارة امريكية في اي بلد ان تكون بديلا حسيا ملموسا للربط بالمستعمر والمستكبر والعنصري والسفياني عن الاضرحة والمقامات التي هي ربط حسي بالله الواحد الاحد .
انهم يريدون طمس كل الاثار الحسية التي لها ربط بالسماء حتى قبر الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم لو استطاعوا من اجل حصر علاقة الانسان المسلم بقصورهم وبمدبرهم المستعمر والمستكبر ، ومن العجيب انهم يرفعون لاجل هدم هذه الاثار شعار التوحيد ومحاربة الشرك وبالواقع هم يطمسون معالم التوحيد ويدعون للارتباط بمعالم الشرك المتمثل بالبيت الابيض وبالسفارات والان بالملاهي والخمارات تحت عنوان الترفيه وما اشبه.
ان مقام الامام الرضا عليه السلام الذي نحن بصدد اقامة مؤتمر حوله - وكذا سائر المقامات - هو اشعاع حضاري ، وهو من اجلى مصاديق التوحيد الالهي ، ومن ارقى تجليات الوقوف بوجه الظالمين والمستكبرين ، ومن ارقى معالم الوحدة بين المسلمين ، وكلنا نعلم بان كل المعالم والشعائر والبقاع كالكعبة الشريفة والمسجد النبوي ومقامات المعصومين عليهم افضل الصلاة والسلام وقبور الاولياء والصالحين هي من ارقى تجليات التوحيد ونبذ الشرك ، ثم ان المقام الرضوي من ارقى تجليات العلم والمعرفة والروحانية وعبادة الله الواحد الاحد ، لانك اذا ذهبت الى مقام الامام الرضا عليه السلام وسالت : من هو صاحب هذا المقام ؟ لعرفت انه امام معصوم كان يعيش التوحيد لله المتعال وينبذ الشرك ، وكان بعبادته في ارقى العبادات ، وفي اخلاقه في ارقى مكارم الاخلاق ، وفي محاربته للظلم والظالمين والمستكبرين في ارقى واعلى وجوه الحرب ضدهم ، كما انه صاحب حديث سلسلة الذهب الذي رواه عن المعصومين عليهم السلام عن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم عن جبرائيل عن الله المتعال ويدور حول التوحيد بشرط الولاية لمحمد وال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام ، عند ذلك يعلم الاخر ان هذا المقام هو اشعاع للتوحيد الالهي واشعاع للعلم واشعاع للاخلاق واشعاع للروحانية واشعاع للجهاد في سبيل الله المتعال ، واشعاع لمقارعة الظالمين .
ان مفهوم التوحيد بشرط الولاية والامامة يظهر بعمق من خلال محورية حديث سلسلة الذهب الذي رواه الامام الرضا عليه السلام . فقد صرح الامام الرضا عليه السلام بهذا في حديث سلسلة الذهب (سنقوم بثبت الحديث في نهاية الكلمة ) . ان فعل الامام الرضا عليه السلام في مقاربته لمفهوم السلطة اظهر ان شرط السلطة هو انها اداة لتطبيق التكاليف الالهية والا فهي خطر واسرع شيء لزوال دين الانسان .
ان المامون عرض على الامام الرضا عليه السلام اولا الخلافة لغايات خبيثة وهو حقيقة لا يريد ذلك فاستطاع الامام الرضا عليه السلام قلب الموازين هنا لصالح مفهوم الامامة القراني من خلال استخدام طريقة استدلالية ذكية قائمة على نحو مانعة الخلو وهي ان الخلافة ان اعطاك الله اياها فلا يحق لك ان تعطي احدا غيرك اعطاك الله اياه ، وان لم يعطك الله اياه فهي ليست لك فطيف تعطي غيرك ما ليس لك ؟ ثم عرض عليه ثانيا ولاية العهد ايضا لتحقيق غايات خبيثة ، فقبل الامام الرضا ولاية العهد لظروف عديدة يطول شرحها هنا لكنه عليه السلام اشترط شروطا للقبول منها ان تكون ولاية العهد شكلية صورية من دون اي ممارسة عملية ، وهذه الشروط كانت كفيلة بإفشال كل الاعراض الخبيثة للمامون ويإنجاح الكثير من وظيفة الامامة ، وهكذا استطاع الامام الرضا عليه السلام جني الكثير من الفوائد ببركة هذه الخطة الالهية ، فانتشر التشيع ، وتم حفظ الشيعة ، وتم اظهار حقيقة الامامة ، وتم رد الكثير من الانحرافات ، وتم عقد الكثير من حوار الحضارات مع الاديان الاخرى .
ونقوم الان بثبت حديث سلسلة الذهب ، وقد أورده الشيخ الصدوق في معاني الاخبار وعيون اخبارالرضا والتوحيد، بسندين ، ورواه الشيخ الطوسي في الأمالي بسندين ، وجاء في كتاب كشف الغمة لابن أبي الفتح الإربلي ، وفي كتب السنّة جاء في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، وذكر في كتاب « التدوين في أخبار قزوين » للرافعي القزويني ، وفي حلية الاولياء لأبي نعيم الاصفهاني ، و ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ، اما نص الحديث فقد جاء كالاتي : في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة لمّا دخل علي بن موسى الرضا نيسابور في سفرته الأخيرة ، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء ، فأحاطوا بقافلته الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية، والمثابران على السنّة المحمدية، ومعهم خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية ، فقالا : أيّها السيّد الجليل ، إروي لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد (ص) نذكرك فيه . فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة ، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس، اسمعوا ، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم . فذكر لهم حديث سلسلة الذهب وهو ما رواه عن أبيه عن آبائه عن النبي(ص) . وجاء في كتاب « التوحيد » لشيخ صدوق :
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، قال: حدثنا محمد بن الحسين الصوفي ، قال: حدثنا يوسف ابن عقيل عن إسحاق بن راهويه ، قال : لما وافى أبو الحسن الرضا بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين ابن علي بن أبي طالب يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله جل جلاله يقول : لا إله إلا الله حصني فمن دخل أمن من عذابي . قال: فلما مرت الراحلة نادانا . بشروطها وأنا من شروطها . وجاء في كتاب « التدوين في أخبار قزوين » للرافعي القزويني :
أحمد بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّغِيرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحسين بْن علي بْن أبي طَالِبٍ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا وَكَانَ قَدْ قَدِمَ قَزْوِينَ وَالِيًا عَلَيْهَا مِنْ قِبَلِ الْحَسَنِ بْن زيد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمَاتَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ بِطَبَرِسْتَانَ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبَجَلِيِّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْمُؤَدِّبُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْعَلَوِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بن علي عن أبيه عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "عَنْ جِبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ حِصْنِي وَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق