نظم مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية ، مؤتمره العلمائي الثاني ،بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية ،والعتبة الرضوية المقدسة ، احياء لعشرة الكرامة ، ذكرى ولادة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.
شارك في المؤتمر ثلة من العلماء والشعراء من العالمين العربي والإسلامي ،تحت عنوان الاشعاع الحضاري لمقام الامام الرضا عليه السلام ،
افتتح المؤتمر بآيات بينات من الذكر الحكيم ،للقارئ الدولي السيد عباس شرف الدين ،وكلمة ممثل العتبة الرضوية المقدسة في مشهد،فضيلة الشيخ أسد قصير ،الذي تحدث عن المقومات الحضارية التي بنى عليها الامام الرضا عليه السلام بنيان حضارة الأمة ومنظومتها الفكرية والعلمية ،من خلال الاجابة على أكثر من ثمانية عشرة الف شبهة واشكال في المناهج والمباني والمنظومات الفكرية والعقدية والعلمية وشتى العلوم وركز على نشر علوم ال البيت عليهم السلام حيث استفاد من ولاية العهد لنشر وتوضيح الشبهات التي كانت سائدة في ذلك العصر ، لاحياء معالم الدين
ولفت الشيخ قصير ان الامام عليه السلام اسس الحوار بين الحضارات والاديان على اختلاف مذاهبها ، واتجاهاتها الفكرية والعقدية ، وصحح عشرات المفاهيم الاستراتيجية التي حرفت ايام الرشيد وما قبله، مشيرا الى ان الرسالة الذهبية للامام الرضا عليه السلام تعتبر مرجعا علميا في علم الطب في تلك الفترة خاصة مع الطفرة العلمية والفكرية جراء حركة الترجمة والنقل الذي شهده عصر المامون العباسي.واكد على اهمية البناء الحضاري الصحيح في حركة ونهضة الشعوب الذي انتهجه الامام المغيب السيد موسى الصدر ، ومنظومته الفكرية الحضارية في تفاعل الشعوب والثقافات وبناء جسور الحوار بين المذاهب والاديان ، وختم بالقول ، لولا حركة الامام الرضا ومنظومته الفكرية وحركته التصحيحة ،لما وصل الاسلام الصحيح حتى يومنا هذا.
عضو مجلس القيادة الايرانية ،آية الله الشيخ محسن آراكي، شرح في كلمته مفهوم الولاية في بناء الحضارة الاسلامية ،معتبرا ان الولاية بمعنى القيادة هي المفهوم الاهم في الفكر الاسلامي ،والمرتكز الاساس في بناء حضارة اسلامية ، وفقا ما جاء في القران الكريم ،كما جاء في عدة آيات قرانية ،(وجعلنا منكم أئمة يهدون بامرنا ،،،،،)وغيرها من الايات التي اكدت على مفهوم الامامة،كأهم أسس بناء المجتمع الصالح والعادل،الذي هو غاية الاولياء والمصلحين وهذا ما اكد عليه الامام الصادق عليه السلام ،اذا انه لا قيام للمجتمع الصالح العادل دون الامانة والولاية واوضح ان قبول الامام الرضا عليه السلام، بولاية العهد لارساء قواعد بناء الحضارة من منظور الولاية والامامة ،لبناء مجتمع وحضارة عادلة ، ودعا آية الله آراكي ،لمراجعة النصوص الواردة عن الائمة الاطهار لاسيما كبريات الروايات حول الولاية والامامة ،وتعزيز منظومة الاسس والمنطلقات الاساسية فيها ،لبناء حضارة واعية مبنية على الفكر الاسلامي المحمدي القراني الصحيح الذي يضم استمرار الحياة الانسانية في ظل العدل والمحبة.
وخلال كلمته ،شرح رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية ،آية الله الشيخ محمد حسن اختري ،مكارم ومآثر الأئمة عليم السلام من منظار قرآني حيث قدم مقارنة حقوقية تناولت مفهوم حقوق الانسان والمنظمات الدولية والحقوقية التي تدعم الامبريالية والصهيونية العالمية دون النظر الى المظلومين والمضطهدين في دول العالم الاسلامي ، حيث القتل والتشريد والمجاعة في اليمن والبحرين وافريقيا ،،وفلسطين وسورية وغيرها من المناطق والدول الداعمة لمحور المقاومة ،،واعتبر ان كل هذه الجرائم والانتهاكات التي ترتكب تحت مراى ومسمع منظمة الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان دون رفع الصوت والحد من تلك الممارسات الامبريالية دليل واضح على مستوى التامر ، داعيا الى توحيد الجهود ورص الصف الاسلامي للتصدي لاضطهاد شعوب المنطقة ،،لاسيما وان بناء الحضارة بمفهومها الاسلامي وكما جاء في فكر الامام الرضا ،هو بناء المجتمع العادل الذي يضمن العيش الكريم.
فضيلة الشيخ ماهر حمود ، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ، تمنى على المفكرين والعلماء من الشيعة اعادة النظر في قراءة تاريخ الائمة عليهم السلام ، لا سيما في علاقتهم مع الخلفاء الراشدين او خلفاء عصورهم ، حيث استشهد بكلام للعلامة الراحل اية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين ،حين قال في خطابه للشيعة، (ايها الشيعة ،لا تصوروا الشيعة وكأنهم جزء من الخارجين عن المجتمع الاسلامي ،،،) حيث كان يقصد سماحة العلامة ان أئمة الشيعة انهم غير مواكبين لعصرهم ، او غير منخرطين في العمل السياسي والشؤون في الدولة.واضاف الشيخ حمود ،أن الصحيفة السجادية اكير مثال على متابعة الائمة لشؤون عصرهم ، حيث جاء في دعاء الامام زين العابدين ،لاهل الثغور ،،الخاص بالجيش الاموي بحسب تعبير وتفسير الشيخ ماهر حمود.كما واكد في كلمته السياسية على الدور الذي لعبته الجمهورية الايرانية في توضيح معالم الحضارة الاسلامية ودفع الظلم عن المستضعفين في المنطقة حيث قدمت ايران كل الدعم اللوجستي والمادي في سبيل القضية الفلسطينية ومازالت تدعم حركات المقاومة اينما وجدت.
الباحث الاسلامي الشيخ توفيق علوية اشار في كلمته الى البعد الزماني والمكاني لمقامات واضرحة المعصومين عليهم السلام ، وان تلك الاضرحة والمقامات هي إحدى تجليات التوحيد الالهي ،لذلك اراد الصهاينة طمس معالم الاسلام والتراث الحضاري المادي والمعنوي من خلال هدم قبور ومقامات المعصومين عليهم السلام ، لكي يتجه الناس في حل معضلاتهم ناحية البيت الابيض باعتباره المحجة العظمى في حل الازمات الانسانية ليصبح سفير البيت الابيض او اي سفارة تابعة له ، هو او هي المنقذ والمخلص للازمات الانسانية وشدد سماحته ، على مفهوم التوحيد والولاية والامامة من المنظور القرآني ،شارحا كلام الامام الرضا عليه السلام بخصوص كلمة لا اله الا الله حصني ،،،،معتبرا من خلال كلام المعصوم عليه السلام ،ان شرط السلطة وادواتها توظيف للتكاليف الالهية ،وراي ان الرضا عليه السلام قبل بولاية العهد لاجل اداء تكليفه الالهي في بناء حضارة قائم على مجتمع صالح بقيادة ايمانية ولائية عادلة.
الدكتور دحّام الطه ،سفير السلام العالمي ، قدم مفهوم الحضارة لدى الامام الرضا عليه السلام من ناحية استراتيجيات التنمية البشرية ، معتبرا ان الامام عليه السلام اعظم شخصية في التنمية البشرية ، بل هو مؤسس استراتيجياتها وليس الغربيين الذين يعتبرون انفسهم هم اصل واساس هذا العلم ،كما شرح مفهوم السلام والسلامة من خلال جملة من الايات المباركة في سورة البقرة المتعلقة بالسلام والسلام والقتال ، كما تطرق في كلمته الى سلسلة من الاحاديث العلوية في نهج البلاغة لاسيما تلك المتعلقة بمفهوم العقل والتعقل ،كما ولفت الى علم الامام الرضا عليه السلام الذي قدمه لحل الشبهات التي كانت في عصره ايام حكم الرشيد والمامون العباسي ،خاتما قوله ،ان من اراد التزود بعلوم اهل البيت عليهم السلام فعليه ان يراجع منهجهم ويقرا فكرهم بتمعن ،دون ان يغفل عن قراءة تواضعهم والتزامهم بالشرعية بشرطها وشروطها معتبرا ان الباحث عن الحقيقة عليه الالتزام بمنهج اهل البيت عليهم السلام القويم بشرطه وشروطه.
تخلل المؤتمر قصائد لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل جناب الشيخ حسن المصري الذي القى قصيدة رضويّة جمعت في طياتها العديد من المعاني الولائية ، ومطعمة بمغازلة شعرية لقائد الثورة الاسلامية في ايران السيد الثائر علي الخامنئي والامام روح الله الخميني الراحل.
كما كانت مشاركة شعرية للشاعر البحريني سلمان عبد الحسين ،الذي قدم قصيدتين ،الاولى من وحي مناسبة تلقي السيد القائد لقاح كورونا الايراني ، وقد حملت القصيدة ارقى معاني المحبة والمودة والافتخار ، واطلقت المواقف السياسية بقالب شعري وجرس موسيقي راق ،كما انطلق بقصيدته الثانية من وحي ولادة الامام الرضا عليه السلام ذكرى عشرة الكرامة ،حيث تجلت فيها معالم العشق المقدس للمقام المعظم وطلب الشفاعة والثبات على الولاية.
اختتم المؤتمر بعدة مداخلات ،حيث كانت مداخلة للانسة لين زين الدين ،التي اكدت فيها على الخصائص والمقومات الاساسية في بناء الحضارة من وجهة نظر الامام الرضا والتي اساسها لبناء مجتمع عادل صالح لجميع ابنائه ، معرجة على علوم الرضا لاسيما وانه عليه السلام ناقش واجاب ورد على اكثر من ثمانية عشر الف مسالة علمية وفقهية وعقدية وفلسفية في شتى الاديان والمذاهب والتيارات والحركات الفكرية في عصره.
أما الشيخ الدكتور عادل الحيدري المتخصص في الشؤون التاريخية ، فقد قدم مقاربة تاريخية في بناء الحضارة من وجهة نظر حضرة الرضا ، موضحا المعالم الحقيقية لبناء الحضارة ، وان النظرية الاساسية في مفهوم الولاية والامامة قائمة على اداء تكليف اليه ونص صريح في القران والاحاديث ، واشار الى الاساليب التي استخدمها المامون العباسي لطمس حقيقة واحقية الامام الرضا بالامامة مستدلا بجملة من الاسانيد التاريخية والشرعية بلسان بني العباس ، كما لفت الدكتور الحيدري ،الى الجانب العلمي والثقافي واحاديث السلسلة الذهبية التي اتفق عليها اهل العلم . وارباب الحديث الذين اكدوا على امامته وولايته عليه السلام ، مستندا الى حديثه كلمة لا اله الا الله حصني.
لمن يرغب بمشاهدة الندوة عبر الرابط بالاسفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق