بحوث موجزة حول اسماء الزهراء عليها السلام . 4 - الطاهرة . من الدرس المسجدي للشيخ توفيق علوية

 

بحوث موجزة حول اسماء الزهراء عليها السلام . 4 - الطاهرة ( يتبع )

من الدرس المسجدي للشيخ توفيق علوية 

 بعد الحديث بايجاز عن اسماء الزهراء عليها السلام ( فاطمة ) و ( والزهراء ) و ( المباركة ) الان نوجز الحديث عن اسم الطاهرة .  ولا يخفى وضوح اسم الطاهرة ، وهي احد اصحاب الكساء الخمسة الذين نزل فيهم قول الله المتعال : { انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا } . فالتطهير كما هو معلوم مطلق بحسب الاية ، والارادة هنا كما هو عليه التحقيق والتدقيق هي ارادة تكوينية لا تختلف ولا تتخلف لا ارادة تشريعية ، اذ لو كانت ارادة تشريعية لكان التطهير عاما ولم يكن خاصا بخصوص اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام ، فالتخصيص كاشف عن الارادة التكوينية لا الارادة التشريعية اذ ان الله المتعال بالارادة التشريعية يريد من كل الناس امتثال سائر الطاعات واجتناب سائر المعاصي ومع ذلك لم يمتثلوا ، على ان التخصيص قد ظهر بأهل البيت الخمسة عليهم الصلاة والسلام من خلال الحصر { انما } ومن خلال لام { ليذهب } ، ومن خلال { اهل البيت } لا البيوتات ، ومن خلال تأكيد وتكرار { وليطهركم تطهيرا } ، اضف الى ذلك التذكير مقابل التأنيث في سياق الاية مع هذه الفقرة من الاية ثبت استقلالها ، وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يطرق باب علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام بشكل مكرر  ويتلو هذا الجزء من الاية بصورة مستقلة 

قال احمد بن عبدالله الطبري المتوفى عام 694  في كتابه ذخائر العقبى ما نصه : ذكر طهارتها من حيض الآدميات : تقدم في أول باب ذكر تسميتها فاطمة طرف من ذلك . وعن أسماء قالت قبلت أي ولدت فاطمة بالحسن فلم أر لها دما . فقلت : يا رسول الله إني لم أر لها دما في حيض ولا في نفاس ؟  فقال صلى الله عليه  [واله ] وسلم : أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا يرى لها دم في طمث ولا ولادة . خرجه الإمام علي بن موسى الرضا .

وعن ابي عبد الله الصادق عليه السّلام قال : حرّم الله النساء على عليّ ما دامت فاطمة حيّة ؛ لأنّها طاهرة لا تحيض . صدق ولي الله . وفي مصباح الأنوار عن أبي جعفر الباقر عليه السلام عن آبائه عليهم السّلام قال : إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد الطاهرة لطهارتها من كلّ دنس ، وطهارتها من كلّ رفث ، وما رأت قط يوماً حمرة ولا نفاساً . صدق ولي الله .

 اما عن وظيفتنا اتجاه هذا الاسم المبارك فانها تتمثل بالعمل على تطهير نفوسنا من الرذائل الاخلاقية ، وتطهير جوارحنا من المعاصي الخارجية ، جارحة اللسان عن مثل الكذب والفحش والسب والشتم ، وجارحة الاذن عن مثل سماع الغيبة والغناء  ، وجارحة العين عن مثل النظر الحرام  ، وجارحة اليد عن مثل السرقة والاذى  ، وجارحة القدم عن مثل السير نحو الحرام ، وغيرها من الجوارح عن كل حرام