الباحث عن شخصية الشهيد الفريق قاسم سليماني سيجد في كل سطر من سطور حياته الجهادية بكافة تفاصيلها قصة انسانية جديرة ان تكون نموذجا تقتضي به المنظمات الحقوقية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان في العالم وان تكون مدرسة للاجيال القادمة بعدما لبى نداء ربه (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ").
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم سماحة السيد فادي السيد رئيس مركز الامة الواحدة
ففي هذا البحث اريد ان اسلط الضوء على شخصيته المباركة التي تميزت بعدة نواحي حارت بوصفها عقول الاعداء قبل الاصدقاء ، ورسمت طريق المجاهدين ، وانارت درب الجهاد ، لتصبح مدرسة جهادية متكاملة العناصر الايمانية والانسانية والاخلاقية.
شخصية الفريق الشهيد رضوان الله عليه استمدت عظمتها من مدرسة اهل البيت صلوات الله عليهم فجسدت سيف امير المؤمنين عليه السلام في عصر الامام الخميني قدس سره الشريف مفجر الثورة الاسلامية المباركة كما فعل عليه السلام بالدفاع عن الدين المحمدي الاصيل حتى قال الرسول (ص)(( لولا مال خديجة وسيف علي لما قام للاسلام مقام)) وجسدت شخصية ابي الفضل العباس عليه السلام في عصر الامام الحسين عليه السلام فضحي الفريق سليماني بنفسه من اجل اخيه وسيده قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي ومشروعه الحضاري ، ليصيح شعلة الاحرار ، وقدوة الثوار في العالم.
ومنذ انطلاق الثورة الاسلامية في ايران لبي الفريق قاسم سليماني نداء الامام الخميني (قدس) الذي رفع شعار نصرة المستضعفين في العالم ، فاسس جهاز الحرس الثوري تمهيدا لتشكيل جيش محمد الذي سيزلزل عرش الطغاة والمستكبرين ، وناصر الشعوب المستضعفة في العالم بما فيها فنزويلا وميانمار ونيجيريا ، ومسح الدمعة عن عيون الايتام والارامل والمساكين ، ورفع الظلم والجور والاضطهاد عن المظلومين بما في ذلك قضية فلسطين التي كانت في اوليات اهتمامه ، فوضع كافة امكانيات الثورة الاسلامية بتصرف الشعب الفلسطيني المقهور لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة.
وفي الوقت الذي ساند الفريق سليمان الشعب اليمني لمواجهة عدوان لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية كانت المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان لاسيما الامم المتحدة تتآمر على قضيته ملتزمة الصمت المريب بشان الجرائم الوحشية التي ترتكب بحقه من قبل العدوان السعودي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.
ولتعزيز جبهة الدفاع عن قضية فلسطين والشعوب المضطهدة في المنطقة اسس الشهيد محورا للمقاومة يمتد من باب المندب حتى مضيق هرمز ليكون على مستوى مواجهة الخطورة وسخر كل الامكانيات المادية والعسكرية والاقتصادية التي تمتلكها الجمهورية الاسلامية في ايران في سبيل ذلك واحكم من خلال نشر المنظومة الصاورخية المتطورة في اليمن ولبنان وفلسطين وسورية والعراق قبضته على الكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة والتواجد الاميركي في المنطقة ليصبح تحت نظر هذا المحور الذي اصبح راس حربة في مواجهة مخططات الصهيواميركية في المنطقة وسطر من خلال هذه الجبهة اروع البطولات بعدما تمكن هذا المحور من اجهاض كافة مشاريع الاستكبار العالمي في المنطقة ليس اخرها المشروع الارهابي التكفيري الداعشي الوهابي في لبنان وسورية والعراق ومسلسل مؤامرات التطبيع والخيانة الاخيرة لبعض الانظمة العربية.
فالشهيد العزيز لم يرحل عن هذه الدنيا الا بعد ان اكمل واجبه العسكري باتمام المخطط الاستراتيجي راسما معالم المعركة الكبرى ومحددا تفاصيل المواجهة الاخيرة مع الاستكبار العالمي وهي اخراج الاحتلال الاميركي من المنطقة وازالة الكيان الاسرائيلي لفلسطين المحتلة .... رحل قرير العين مطمئن البال مبشرا بالنصر الالهي الموعد قبل ان تبدأ المعركة .... فسلام الله على روحه الطاهرة التي عادت الى ربها راضية مرضية لتسكن بجوار من تحب وترضى بجوار محمد واله الطاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق