تحدث الشيخ توفيق علوية في الدرس المسجدي بمسجد الامام المهدي عجل الله فرجه عن ذكرى شهادة جعفر الطيار عليه الرضوان وعن صلاته المعروفة بصلاة جعفر او صلاة الحبوة .
الحديث عن الشهداء حديث تنبعث منه كل الانوار والفضائل والبركات ، وحديثنا عن جعفر الطيار وعن صلاته .
هو جعفر بن أبي طالب (٢٠ قبل البعثة – ٨ للهجرة ) كان يكنى بأبي عبدالله وابي المساكين . من القابه الطيار – ذو الجناحين .
نشأ وترعرع في مكة وقضى فترة من هجرته في الحبشة وختمها في المدينة المنورة .
هو متولد من ابوين عظيمين هما أبو طالب بن عبد المطلب وفاطمة بنت أسد .
كانت شهادته في شهر جمادي سنة 8 هـ في الأردن وتمت شهادته في معركة مؤتة على يد دولة الروم انذاك .
كان من اوائل المسلمين الذين اسلموا على يد النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ، وهاجر الى الحيشة مع الاوائل وكان رئيس وفد المهاجرين الى الحبشة واستطاع انقاذ المهاجرين عندما اراد المشركون ارجاعهم ببلاغه وبيانه الواضح ومنطقه الفصيح والصائب .
هو شقيق الامام امير المؤمنين عليه السلام وقائد الجيش الاسلامي في معركة مؤتة ضد الروم .
كان عظيم المنزلة عند الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وحينما هاجر صلى الله عليه واله وسلم الى المدينة كان شديد السرور بقدوم جعفر من الحبشة والتحاقه بالركب النبوي . ولهذا الشهيد الذي هو من قادة المهاجرين الاوائل ومن اقدم الصحابة ومرقده في بلدة المزار الشريف قرب محافظة الكرك الاردنية .
ان على اهل الاردن تعظيم قبره وجعله مزارا للمسلمين كل تبقى سيرته العطرة فواحة ، كما ان عليهم العناية بمعرفة منهج اهل البيت عليهم الصلاة والسلام وتدريسه في جامعاتهم ومساجدهم وبيوتاتهم وصروحهم العلمية والدينية .
نحن نعيش في اجواء ذكرى الشهيد جعفر الطيار الذي له صلاة معروفة باسمه ، وهي الاكسير الاعظم ونسال الله المتعال الموفقية لاداء هذه الصلاة .
وفيما يلي نذكر نص هذه الصلاة كما ذكرها صاحب العروة الوثقى قدس الله سره حيث قال : [ في صلاة جعفر عليه السلام] : وتسمى صلاة التسبيح وصلاة الحبوة، وهي من المستحبات الأكيدة، ومشهورة بين العامة والخاصة، والأخبار متواترة فيها، فعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر: ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فظن الناس أنه يعطيه ذهبا وفضة، فتشرف الناس لذلك، فقال له: إني أعطيك شيئا إن أنت صنعته كل يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها، فإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما، أو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة غفر لك ما بينهما. وفي خبر آخر قال: ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أحبوك؟ ألا أعلمك صلاة إذا أنت صليتها لو كنت فررت من الزحف وكان عليك مثل رمل عالج وزبد البحر ذنوبا غفرت لك؟ قال: بلى يا رسول الله والظاهر أنه حباه إياها يوم قدومه من سفره، وقد بشر ذلك اليوم بفتح خيبر فقال صلى الله عليه وآله : والله ما أدري بأيهما أنا أشد سرورا؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر؟ فلم يلبث أن جاء جعفر فوثب رسول الله صلى الله عليه وآله فالتزمه وقبل ما بين عينيه، ثم قال: ألا أمنحك الخ.
وهي أربع ركعات بتسليمتين، يقرأ في كل منها الحمد وسورة، ثم يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة عشر مرة وكذا يقول في الركوع عشر مرات، وبعد رفع الرأس منه عشر مرات، وفي السجدة الأولى عشر مرات، وبعد الرفع منها عشر مرات، كذا في السجدة الثانية عشر مرات، وبعد الرفع منها عشر مرات، ففي كل ركعة خمسة وسبعون مرة ومجموعها ثلاثمائة تسبيحة.
– يجوز إتيان هذه الصلاة في كل من اليوم والليلة، ولا فرق بين الحضر والسفر، وأفضل أوقاته يوم الجمعة حين ارتفاع الشمس ويتأكد إتيانها في ليلة النصف من شعبان.
– لا يتعين فيها سورة مخصوصة، لكن الأفضل أن يقرأ في الركعة الأولى إذا زلزلت، وفي الثانية والعاديات، وفي الثالثة إذا جاء نصر الله، وفي الرابعة قل هو الله أحد .
– يجوز تأخير التسبيحات إلى ما بعد الصلاة إذا كان مستعجلا، كما يجوز التفريق بين الصلاتين إذا كان له حاجة ضرورية بأن يأتي بركعتين ثم بعد قضاء تلك الحاجة يأتي بركعتين أخريين .
– يجوز احتساب هذه الصلاة من نوافل الليل أو النهار أداء وقضاء فعن الصادق عليه السلام : ” صل صلاة جعفر أي وقت شئت من ليل أو نهار وإن شئت حسبتها من نوافل الليل وإن شئت حسبتها من نوافل النهار حسب لك من نوافلك وتحسب لك صلاة جعفر ” والمراد من الاحتساب تداخلهما فينوي بالصلاة كونها نافلة وصلاة جعفر، ويحتمل أنه ينوي صلاة جعفر ويجتزئ بها عن النافلة .
– ويستحب القنوت فيها في الركعة الثانية من كل ركعتين .
– يستحب أن يقول في السجدة الثانية من الركعة الرابعة بعد التسبيحات: ” يا من لبس العز والوقار، يا من تعطف بالمجد وتكرم به، يا من لا ينبغي التسبيح إلا له يا من أحصى كل شئ علمه، يا ذا النعمة والطول يا ذا المن والفضل يا ذا القدرة والكرم أسألك بمعاقد العز من عرشك وبمنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الأعظم الأعلى، وبكلماتك التامات أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا ” ويذكر حاجاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق