صبيحة الثاني من كانون الثاني عام 2016 كانت مصادقة آل سعود على اعدام الكلمة الحرة وعلى إعدام كلمة حق عند سلطان جائر.. ولكن أنى لهم ذلك..
وصوت الشيخ المعدوم ظلماً لا زال يصدح وعباراته تتردد “لا نؤيد آل سعود، لا سمع ولا طاعة لمن يسلب كرامتي”..!
مركز الامة الواحدة- مقالات - بقلم لور طه
خمسة أعوام تمر على إعدام اية الله الشيخ نمر باقر النمر، ولا يزال حضور الشهيد يهزّ أركان بيت آل سعود. فمواقفه سطرت بالدماء مسيرة نضال المهمّشين ضد سيف الغلبة، وتذكر الجميع كل يوم أن هناك من فدى برأسه كرامة أمة..
أٌعدم النمر لانتقاده الفساد وسطوة الداخلية، وهي عناوين استعادها قاتل النمر نفسه في معركته مع خصوم الحكم. فكانت عناوين السطوة المدخل لتقليص نفوذ محمد بن نايف، وكانت مكافحة الفساد شماعة لاعتقال كل من يشكل منافساً أو عقبة على سكة وصول محمد بن سلمان -الملك الفعلي من خلف الكواليس- إلى العرش.
ومع كل قرار لملك السطوة يتجدد نداء الشيخ : “لا نؤيد آل سعود، ولماذا نؤيدهم؟ على قتل أبنائنا أم على اعتقال شبابنا أم على الظلم والجور الواقع من قبلهم علينا؟ فنحن لم ننتخبهم ولم نخترهم حكاماً علينا، ولم يجعلهم الله كذلك حتى نؤيدهم، وإنما حكمونا بحكم الغلبة”. إعدام الشيخ النمر وثلاثة من الشبان كان بذريعة مشاركتهم في الحراك الشعبي الذي شهدته المنطقة الشرقية عام 2011.
فالتظاهر لرفع واقع التهميش عن المنطقة شكّل سبباً كافياً بنظر السلطة، لإعدام كل من علي الربح ومحمد الصويمل ومحمد الشيوخ. أما الشيخ النمر فسلة الاتهامات كانت متنوعة بحقه، على رأسها الخروج عن “ولاية أمر”.. فالشيخ هاجم فساد السلطة، وأعلن تأييده للتظاهرات المطلبية في منطقته، وفي موقف لم يجرؤ عليه غيره، وقف النمر راجماً ديكتاتورية آل خليفة في البحرين وآل سعود في بلاده بكلمات هدارة، معلناً كل التأييد لتظاهرات شعب البحرين الذي كان يقتل بدم بارد في شوارع بلاده، والعالم أصم أبكم.
ولم يقبل الشيخ الشهيد ان يختم حياته إلا مرفوع الرأس كما عاشها.. قائلا في مرافعته الأخيرة “أنا المدعو نمر باقر أمين النمر، وأنا بكامل قواي العقلية المعتبرة شرعاً، أقرُ بأن جميع الخطب والبيانات التي صدرت مني كانت بمحض إرادتي، وأنني لستُ نادماً على ذلك”. فكانت كلماته مرافعة الكرامة التي شكّلت إقراراً وخَتماً للنضال ضد سطوة القوة ومنطق الغلبة الذي حكم بموجبه آل سعود. لتصادق عليها السلطة السعودية بحكم إعدام أُبرم بتنفيذه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق