في البداية علينا أن نعترف بأن لا شيء في هذه الدنيا مطلق وكل شيء له حد ينتهي عنده ومن تعداه فقدتجاوزه إلى غيره ، ومثلما أن مياه المحيطات بوسعها تنتهي عند حدود اليابسة كذلك الحرية . و أريد أنأدعي في هذا
المقال بأن الفكر الزينبي هو الوحيد القادر على رسم طريق الحرية للمرأة بما يحفظ كرامتها.
ماهو الفكر الزينبي؟
مركز الامة الواحدة - ابحاث اسلامية - بقلم الدكتورة حنان الدرويش
لايخفى عن العارفين بالحدث التاريخي الإسلامي الجلل ع“قتل الإمام الحسين عليه السلام” والدور الهامالذي قامت به السيدة زينب عليها السلام في التعامل مع الحدث ومع مسببيه وأيضا مع الجاهلين بخفاياالواقعة وأهدافها وكيف كانت امرأة تواجه إذا قدرنا الامور مايقارب 90 ٪ إما جاهلين بالحدث أو متساهلينأو خائفين أو أعداء ،
فالإمام الحسين قاتل لأجل الدين وهي من حمل الرسالة.
كان الإمام علي عليه السلام يطفئ الأنوار كي لايرى أحد من الناس ظل زينب فهي المصونة في بيت أبيها ثمزوجها وتدير أمور بيتها وتربي أولادها بما يجعلهم فيما بعد شهداء في سبيل الحق" الذي علمتهم إياه" فقد كانت
السيدة زينب عليها السلام على علم ومعرفة ويقين بالجانب الديني والسياسي والاجتماعيلعصرها بما خولها أن تمتلك أعمدة الحق ولكن الأرضية غير صالحة فبدأت بالمتساهلين في خطبة النجفالمعروفة حيث أقامت عليهم
الحجة ثم الأرض الخصبة "أي الجاهلين بالحدث وأبعاده" لتعرفهم وتوضح لهمثم الخائفين باقتلاع جذور الخوف حينما يرون قوتها وهي “ امرأة” في مواجهة يزيد أما الأعداء ففضحتعملهم أمام مرأى ومسمع الناس أينما
حلت سواء في النجف ثم في الشام وفي المدينة المنورة مما اضطريزيد حتى لا يتألب عليه الناس لنفي السيدة
زينب إلى مصر لتقيم في قصر واليه هناك.”كما ورد عن بعضالمؤرخين”
لم تقد السيدة زينب جيشاً لمواجهة يزيد ولم تكن ذات ألفاظ بذيئة وصوت عالٍ وجريئة بما يخدش حياءهاويعرضها للإساءة من سفهاء الخلق بل كانت المرأة ذات الحجج البينة والرؤية الواضحة والحكمة الجليةوالظلامة العظيمة والصبر والورع ولم تتقمص دور الرجل وقدراته ولن يكون ذلك منها ولا تملك المرأة بطبعهاوخلقها قدرات الرجل بيد أن التحرر بالمفهوم العصري يعني أن تساوي المرأة الرجل في كل شيء. وهذامفهوم خاطئ فالتزام المرأة بحدود فطرتها السليمة وقدراتها الطبيعية واختيارها لمنهجها بكامل إرادتهاوتحررها فكرياً بمعنى أن تكون عارفة بزمانها ومثقفة سياسيا وعلميا واجتماعيا هنا تكون "امرأة حرة".
فقد أصبحت تعرف جيدا مالها وماعليها و وقادرة أن تتحرك في إطار امكانياتها و بما يكسبها من الوقاروالحكمة والقدرة والثقة من المجتمع الذكوري أيضا.
ونرى اليوم نمهاذج مثالية للنساء الزينبيات اللاتي يدفعن بأبنائهن لميادين الشرف طلباً للنصر وحفظاللأرض والعرض وزينبيات كاتبات واعلاميات ذات لباقة وفصاحة بلا جرأة تتعدى اللباقة إلى سوء الأدبوزينبيات طبيبات وحقوقيات وغير ذلك.
وعليه فإن المرأة في الفكر الزينبي يُفسح لها المجال أن تكون شقيقة الرجل بما لا يخالف فطرتها القويمة ولايتحدى حدود الحرية إلى ما دونها فلا التخلي عن الحجاب حرية ولا التخلي عن الدين حرية وإنما كاملالحرية هي اختيار المنهج الملائم للطبيعة البشرية التي خلقت عليها المرأة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق