استنكر الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشّيخ بلال سعيد شعبان أحدث خطوات التّطبيع مع الكيان الصهيونيّ عبر الدّراما الرمضانية وما تبثّه قناة “إم بي سي” خلال شهر رمضان المبارك من سموم عبر مسلسلات منها "مُخرج 7" و "أمّ هارون"، مؤكّداً أنّه وفي تأمّل سريع لما قصّته حلقات “مخرج 7″ أو“أمّ هارون” يبدو بشكل جليّ التّطرّق إلى موضوع العلاقات مع إسرائيل، وتتحدّث بعض المشاهد عن ضرورة إقامة علاقات اقتصاديّة وثقافيّة مع الصّهاينة، وتسيء في الوقت نفسه للشّعب الفلسطينيّ، وتصفه بـ”العدوّ” وفي هذين العملين المرئيّين محاولة لتزييف الحقائق التاريخيّة المتعلّقة بظروف إقامة دولة إسرائيل.
مركز الامة الواحدة - اخبار
واعتبر فضيلته في كلمة له في اليوم السادس للمتلقى العربي الافتراضي لمناهضة التطبيع أنّ مثل هذه الأعمال وما تحمله من مزاعم لا تعبّر عن الشّعوب العربيّة بحال من الأحوال، وإنّما تنطلق من سياسات أنظمة حاكمة تخلت عن ثوابت الأمة ومبادئها، مشدّداً على أن القدس وفلسطين هي قضية الأمة المركزيّة، وستبقى إسرائيل العدوّ الأوّل لأمتنا بنصّ الكتب السماويّة وبحقائق الحاضر والتّاريخ.
ولفت فضيلته إلى أنّ الأعمال الدّراميّة الضّخمة الّتي تمّ إنتاجها بملايين الدّولارات تحاكي العقليّة الحاكمة لتلك المؤسّسات والدّول الّتي تقف وراء تلك الإنتاجات، وهذا في الحقيقة من أخطر أشكال التّطبيع الّتي يجب محاربتها لأنّها تجرّدت من كل مبادئها الأخلاقيّة، لتظهر الشعب الفلسطيني زوراً وكذباً بمظهر العدو وتتجاهل عذابات ملايين الفلسطينيّين الّذين هُجِّروا قسرا من وطنهم نحو الشّتات، ولترسم صورة الكيان الغاصب كدولة مستضعفة مظلومة ، وفي ذلك دلالة على رغبة بعض الجهات في تغيير الانطباعات لدى الشّعوب العربيّة، تجاه القضيّة المحوريّة والشّعب الفلسطينيّ ، داعياً الشعوب في كل دول مجلس التعاون لتشكيل أكبر حملة ضغط لفرملة التّطبيع مع المحتلّ الصهيونيّ واعتبار كلّ خطوات التّطبيع سقوطاً قيميّاً وأخلاقيّاً والوقوف في وجه ما يبثّ من خطاب كراهية ضدّ الشّعب الفلسطينيّ فهو شعب شقيق بكلّ المقاييس الوطنيّة والقوميّة والدّينيّة، وله علينا حقّ النّصرة والدّعم بالدّم والمال وكلّ ما نملك، فلولا صموده على مدى 70 سنة في وجه المشروع الصّهيونيّ لرأينا اليوم علم الكيان مرفوعاً فوق الكثير من عواصمنا.
وتابع الشيخ شعبان” إنّ السّير في التطبيع بمعارضة رسمية وغير رسمية فنياً واقتصادياً والمقابلات والمقالات او العروض المرئية في العالم العربي يعتبر شراكة عربية – إسرائيلية في الحرب ضدّ الشّعب الفلسطينيّ، وتواطؤاً مع المحتلّ في قضم ما تبقّى من فلسطين التّاريخية في شراكة منهجيّة للقضاء على الشّعب الفلسطينيّ وحقوقه، فالتّطبيع الآثم المتسارع الّذي تقوم به بعض الدّول العربيّة مع الكيان الصّهيونيّ يجعلها دولاً شريكة بشكل مباشر في الجريمة الأميركيّة الإسرائيليّة ضدّ كل الشّعب الفلسطينيّ".
وتابع قائلا” لا نتوقّع ، من دولةٍ أدمنت الخضوع للمحتلّ الأمريكيّ ولا نتوقّع من ممالك يعود الفضل في استمراريّتها الى وجود الأسطول السّادس الأمريكيّ ، إطلاق حرب تحريريّة ولكن ليس أقلّ من رفض التّطبيع مع هذا الكيان ونحن في المشهد الأخير في صراعنا مع المحتلّ ، وبهذا إنّما تدافع عن نفسها ووجودها فهذه الدّول ستكون التّالية بالتأكدي بعد تصفية القضيّة الفلسطينيّة، فمشاريع التّطبيع والشّراكة الاقتصاديّة وشرعنة دمج العدوّ الّصهيونيّ بالمنطقة، وسط عالمٍ عربيٍّ مفتّتٍ وضعيف، سيفرض نظاماً شرق أوسطيّ تلعب فيه إسرائيل دور السّيّد، ويكون فيها الأمراء والملوك بمثابة مخاتير وبأحسن الأحوال حكّاماً بأمر إسرائيل على شعوبهم”.
وختم فضيلته ” إنّ الرّدّ على مسيرة التطبيع المشؤومة الّتي تخوض غمارها دول عربية بعينها يفرض على الفلسطينيّين وقف مفاعيل اتّفاقيّات أوسلو وأخواتها وحلّ السّلطة ووقف التّنسيق الأمنيّ الذي يمنع عمليًّا قيام انتفاضة ومقاومة شعبيّة في الضّفة الغربيّة، وهذا ردّ أوّليّ يوقف الاستيطان الصهيوني في الضّفة كما يشكّل فضحًا لخيانة الدّول المطبّعة مع العدوّ الصّهيوني وتآمرها على الشّعب الفلسطينيّ، ولا بدّ أن يترافق ذلك مع تصعيد شعبيّ عربيّ على الأنظمة التّطبيعيّة وهذا حقّ للشّعب الفلسطيني على الشّعوب العربيّة، وبذلك يتوقّف تسلّل الكيان الغاصب إلى دولنا واقتصاداتنا فالمشاريع الإحتلالية الاستعماريّة التوسعيّة مثل الصّهيونية، لا يمكن أن تسيطر على بلد إلا بعد السّيطرة على موارده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق