اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن البغدادي، أنّ هناك من يتساءل عن الأثر الذي تركتهُ شهادةُ السيد محمد باقر الصدر، وأنها جاءت بالمجّان لتشكّل خسارةً إضافية للحوزة العلمية الشريفة وللمجتمع العراقي الذي زادته ظلماً على يدي النظام البائد!
وفي الجواب على هذه الإشكالية - الناتجة إمّا عن جهلٍ بطبيعة المسؤولية الشرعية الملقاة على عاتق علماء الدين، أو عن عدم القناعة بكل مشروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - اعتبر الشيخ البغدادي أنه على كلا الأمرين لم يذهب السيد الصدر إلى الشهادة ابتداءً، ولم يضع القتلَ نصب عينيه لأجل استنهاض الشعب العراقي، إنّما هناك واجب دفعه للتصدي لما يُحيكه نظام صدام حسين من مؤامرةٍ على الإسلام والمسلمين، من خلال العمل على إيجاد ونشر البديل من أفكار ومشاريع وسلوك يتناقض تماماً مع معتقدات المسلمين وسلوكهم، حيث اعتدى هذا النظام على مقدّسات المسلمين وانتهك كراماتهم ولم يسلم من شرّه أحد، وبات السكوت عنه، يُعدُّ قبولاً بكل مايقوم به، وسوف يعتقد الناس أنّ الحوزة العلمية راضيةٌ بذلك، وهذا خطر استراتيجي على الإسلام والمسلمين. لذلك ولخصوصية السيد الشهيد تصدى (رضوان الله عليه) منفرداً ليحمي الحوزة العلمية ولتشكّلَ مواجهتُه عدمَ اعترافٍ وعدمَ قبول ولو أدى ذلك إلى استشهاده؛ لتبقى هذه الشهادة شاهدةً على جرائم هذا النظام وعلى عدم الاعتراف به، والذي زاد من غضب النظام عليه هو تأييده للثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني(قدسره)، حيث اعتبر السيد الشهيد أنّ هذه الثورة لم تعد منفصلة عن محيطها بنصرها وهزيمتها، لذلك يجب الوقوف إلى جنبها ومساندتها، والدليل على هذا الكلام هو تصدّي النظام العراقي لها مباشرة متحمّلاً أعباء الحرب عن العالم كله.
وإذا فهمنا هذه المعادلة، سنعرف الموقف الذي دفع السيد الصدر إلى عدم السكوت والخنوع.
وأكّد الشيخ البغدادي على أنّ ما نشهده اليوم من هذا الوعي والجهاد للشعب العراقي هو ببركة تلك الدماء الزكية للسيد الشهيد ولجميع الشهداء والتي تراكمت في إيجاد الوعي في ضمير هذه الأمة، حيث باتت اليوم في أحسن حالاتها، وهي وحدها تواجه المشروع الأمريكي وأذنابه من الأنظمة الرجعية والإرهابيين التكفيريين فضلاً عن الكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق