في ظل مايعيشه العالم اليوم من وباء خطير( فيروس كورونا) أجتاح أغلب الدول منها ماتسمي نفسها بالعظمى بالذات دول الإتحاد الأوروبي التي أعلن بالأمس انها بؤرة لهذا الوباء ، كثيراً ما تجنبتُ الكتابة حول هذا الموضوع ليس استخفافاً مني بخطورة الوباء أو عدم الإحساس بمعاناة من يصابون فيه إنما خشية ألا تعجب كلماتي من سيقرأها ويعدني من الشامتين وأعوذ بالله أن أكون كذلك.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم دينا الرميمة
واليوم رأيت نفسي وأنا أكتب بعدما رأيت تنامي هذا الوباء بشكل كبير وسريع وازدياد ضحاياه دون تفرقة بين صغير أو كبير او رئيس دوله ومواطن عادي ،وخاصة بعد سماعي رؤساء أكبر الدول العظمى يبدون استعدادهم لبذل الغالي والنفيس حتى لا يصل إليهم أو إلى شعوبهم
يرى الأطباء أنه للحد من إنتشار فيروس كورونا والقضاء على ٩٥ % من المشكلة هو أن يلتزم الجميع منازلهم لمده تترواح مابين أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ، وعمدت الدول على إغلاق حدودها ومطاراتها الدولية ،وتوقفت الملاحة العالمية ،ماتسبب في إنهيار الإقتصاد العالمي بشكل لم يسبق له مثيل وتهاوت البورصة العالمية إنخفاضاً إلى أقل مستوياتها ، اغلقت المدارس والجامعات وتعطلت العملية التعليمية في أغلب المدن وخاصة التي تفشى فيها الوباء ، وسمعنا برئيس دولة يدخل تحت الحجر الصحي مثله مثل أي شخص مصاب فالجميع هنا سواء أمام قدرة كورونا ويقف الأطباء والعلماء عاجزين أمام صنع مصل يحد من انتشار الفيروس أو يعالجه.
في وقت يرى الكثير أن هذا الوباء جاء في إطار الحرب البيولوجية بين أمريكا والصين وإيران وسمعناهم يتبادلون الإتهامات فيما بينهم بنشره خاصة وأن الدول الثلاث احتضنت الفيروس وغزى شعوبها وكلهم وقعوا في نفس المشكلة ،
قد تكون بالفعل هي كذلك لكن من هو المتهم فيها والمتسبب في هذه الجائحة الخطيرة ؟ التي سعى من خلالها لإخضاع خصمه فصار الجميع خاضع لكورونا؟؟
دعوني اطرح وجهة نظري والتي لا اتفرد بها وحدي وإنما يشاركني فيها الكثير من ابناء اليمن فنقول :
عذراً أيها العالم وأيها المتألمون وأيها الخائفون فأنا ماأرى في كورونا إلا جندي ثائر ضد المعتدين والصامتين على كل ماحدث ويحدث في اليمن ، فطيلة سنوات العدوان الخمس والأوبئة تغزونا بشتى أنواعها جنباً إلى جنب مع غارات العدوان تلتهم منا مالذ وطاب في ظل إنعدام كامل لأبسط الادوية فهناك ضحايا بالمئات للكوليرا واضعافهم لإنفلونزا الخنازير والكثير من ضحايا السرطان والكبد والفشل الكلوي ولا يوجد أي عقار يخفف منها أو يعالجها ووقف الأطباء عاجزون أمام مرضاهم كما يقف الأطباء اليوم أمام مرضى كورونا ، ولا ننسى الجوع الذي هو الأخر صار له من القبور التي ضمت ضحاياه كما لتلك الغارات والأوبئة ،
اغلقت حدود بلدنا وفرض علينا حضر جوي ومنع عنا الدواء والغذاء وصرنا سجناء أرض مفتوحة يحاصرنا الموت من كل جهة،
دمرت المدارس وأغلقت الكثير منها خشية غارات العدوان وحرم الكثير من التعليم ، انهار الإقتصاد اليمني وتعمد العدوان شن حرباً إقتصادية جائرة بحقنا جعلتنا نعيش أسوأ كارثة إنسانية.
كل هذا حدث ويحدث إلى اليوم والعالم يغض الطرف عن مآسينا وتاجروا بأوجاعنا لأجل الترفيه عن أنفسهم وجني الكثير من الأموال التي أصبحت اليوم لاشيء أمام قوة هذا المخلوق الصغير ، فهل يكون كورونا إلا أحد الغيورين على تلك الأرواح التي اغتيلت دون أدنى ذنب في وقت ماتت فيه غِيرة البشر واندثرت إنسانيتهم تحت حطام النفط الأسود ؟
فأنا والكثير غيري لانرى فيه(كورونا) إلا تأييد إلهي ليذيق هذا العالم بعض ماأذاقه المتكبرون للشعب اليمني وأزدادوا تكبراً بسبب صمت البقية وتخليهم عن إنسانيتهم تجاه معاناتنا ، أنا هنا لا أتكلم من باب قوة أو حقد أو شامتة بتلك المعاناة الصعبة ، فبلدي إلى اليوم ليست بمنأى منه وربما قد أكون أنا أول ضحاياه لاقدر الله بعدما أثبت هذا الفيروس مدى قوته التي يردعها رادع إلا قوى الله الذي يكفه عمن يشاء ويصيب به من يشاء ، لكن فقط أنا حاولت ان أضعكم أمام مقارنة بين ماحدث في اليمن لخمس سنوات ومايحدث في العالم اليوم ماأصاب العالم اليوم بالهلع والخوف واستنفار الجميع لاجل إنقاذ انفسهم ومن حولهم بينما نحن عشنا حرب إبادة بالأوبئة بمختلف أنواعها الفيروسية والبكتيرية والجميع كان ينتظر نهايتنا ولا احد استنفر لأجلنا .
اعتذر لكل الشرفاء والواقفين معنا والمساندين لقضيتنا وأسال من الله السلامة للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق