في كل الأزمان وعلى كل أرض ينبت الخونة كما ينبت العشب ولا تدري عنهم إلا وقت الشدائد التي قد تحل على تلك الأرض حينما يتحول العشب الناعم إلى أشواك تغرس نفسها في خاصرة تلك الأرض بعنف لكنها قد تنكسر وتصبح أشواك شكلاً لا معنى لانها فقدت مصدر قوتها!
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم دينا الرميمة
وبالمقابل ينبتُ على هذه الأرض الاوفياء والاقوياء كأشجار النخيل الباسقة يستمدون قوتهم من قوة أرضهم وجبالها وقوة إيمانهم بقضيتهم في الدفاع عن أرض تمثل لهم الأم الأولى التي احتضنتهم وعلمتهم أن حب الوطن من الإيمان بربهم فكان إيمانهم هو الحافز الأكبر للوقوف ضد الخونة وأسيادهم !!
.
لنقس هذا الشيء على اليمن وكيف من اللحظة الأولى لمحنتها التي دبرت لها بليل كان من أبنائها من باع كرامته وخان أرضه وذهب إلى حضن العدوان ليجلب لها ولشعبها كل أسباب الموت والدمار مُخلفاً من ورائه من هم على شاكلته ينفذون الخطط الخبيثة ويطعنون في وطنهم بوحشية ويداً بيد مع الغازي يريدون فتح حدودها للمحتل ¡
فما كان على ابنائها الأوفياء إلا الوقوف بكل بأس بوجه الخونة والمحتلين يصدونهم و يرممون جراح وطن أدماه القريب قبل البعيد وتلقى أقسى الضربات ممن أحتضنهم وأطعمهم خيره و خيراته ظناً أنهم ذات يوم سيكونون سد منيع بوجه كل من يحاول المساس به فكانوا أول الطاعنين له وماأقساها الخيانة عندما تأتي من القريب !!
لم يكترث رجال الله بقلة عددهم ولا بقلة عتادهم مقابل من جاؤوا لقتالهم والسلاح الضخم الذي حملوه معهم للقضاء عليهم ،
إنما توكلوا على ربهم فكان كل مقاتل منهم بالف من المرتزقة استطاعوا هزيمة تلك الجيوش الكبيرة و قذف الله في قلوبهم الرعب فأنهاروا أمام أقدام المجاهد اليمني مجندلين بدمائهم وسجدت لهم الأرض بمن عليها من رجال وعتاد مستسلمة طائعة ،
هذا ماكان يحصل منذ لحظات العدوان الأولى حتى اليوم ونحن نرى المرتزقة برغم كل ماسخر لهم يفرون كالجرذان أمام أقدام المجاهدين الحافية وحتى مدرعاتهم الضخمة تهوي بهم إلى مشارف الموت وتجرهم إلى محارق قاتلة !!
هو التأييد الألهي من سخر حتى سلاح العدو يقاتل مع رجال الله ويقتل من عليه من الخونة بعد أن سئم فشلهم وعفنهم وسؤ نواياهم التي جاؤوا بها !
ورأينا كيف أستطاع هؤلاء الأبطال تحويل المعركة من الدفاع إلى الهجوم والوصول بفترة وجيزة إلى المعسكرات والحدود السعودية فكان جنود العدوان ومرتزقتهم يموت أغلبهم رعباً من صوت المجاهد الذي خرج وهو يحمل قضية وطن ليس غازي أو معتدي فيعود حاملاً النصر يجر بيده الأف الأسرى وكل عتادهم الذين وصم على جبينهم عار الخيانة والإرتزاق والفشل هذا في حال لم تلاحقهم طائرات أسيادهم وتقتلهم غضباً على فشلهم وحنقاً على خسارة الملايين التي أنفقت لتسليحهم لتحقيق نصراً ظنته يُشترى بالمال فخاب ظنها ليثبت لها أهل اليمن أن النصر يصنعه أصحاب الحق وأن القوة ليست بالمال إنما هي صناعة أرض تمتلك رجال أشداء يعتمدون في كل خطواتهم على الله القوي العزيز لا على قوة أمريكا ولا قوة السلاح وأن السلاح الأقوى هو سلاح التوكل على الله وأرض تعشق الحرية والكرامة وتأبى أن يدنسها خائن أو مغتصب ، هي الأرض الطاهر الطهور من سجلت سموق مجد صنعته بطولات أبنائها في صفحات التأريخ الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق