بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. يقول تعالى في محكم كتابه المجيد: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" صدق الله العلي العظيم.
خرج الملايين في شوارع اليمن منددين باغتيال الشهداء الفريق الركن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما الأبطال. إن الوعي والبصيرة لدى أبناء هذا الشعب الأبي أكدت لهم من جديد بأن الأمريكي إرهابي ومجرم وعنصري وكذلك ربيبه الصهيوني وعملائهما التكفيريين الرجعيين العرب الذين يواصلون جرائمهم وحصارهم لملايين الأطفال والشيوخ والجرحى والمرضى.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم بتول عرندس
هذه الحماقة الأمريكية غير مدروسة العواقب زادت أهل اليمن وفاءً وصمودًا ومواجهة لأنهم على أتم الوعي بأن جريمة الإغتيال لم ولا تصب إلا في خدمة المشروع الصهيوني التمددي الحالم بالسيطرة على وطنهم وخيراته.
لطالما أثنى الشهيدان البطلان، كما سائر شعوب محور المقاومة، ولا زالوا، على الصمود الأسطوري لليمني رغم مآسي الجوع والمرض والحصار والموت والدمار، صمود الثابت على موقف الحق رغم شح وتواضع الإمكانيات المادية والعسكرية واللوجستية، واعتماده وتوكله على إيمان وبصيرة قيادته الحكيمة. المتمثلة بالسيد الحوثي (حفظه الله)، والذي لم يشك قيد أنملة في أحقية جهاد شعبه ووطنه وحريته واستقلاله. هذا الصمود والإيمان واليقين والتمسك بطريق الشهداء يؤكد نتيجته المنطق القرآني (أن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم).
إن الدماء الطاهرة للشهداء القادة العظام أحيت اليمنيين بل الأمة أجمع مجددا ووحدتهم وأكدت أحقية خيار المقاومة والمجابهة والتصدي، وهي بالطبع ستؤتي أُكُلها حين تنتصر اليمن وتتحرر القدس والحجاز من نير الطغيان الإمبريالي الاستعماري الغاشم. سييحقق هذا الدم المبارك والجهاد المخلص للمستضعفون في كل بقعة من بقاع العالم إنتصارات نوعية جديدة وسيكتب بداية النهاية لزوال الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة ومعه أنظمة العمالة والتطبيع وصفقات القرن الخبيثة.
في الوقت تزامنت هذه الشهادة، واليمن يكمل نصاب أعوامه الخمسة من الصمود ومقاومة العدوان الأحمق الغاشم الذي شنه مراهق القبيلة المجرم والذي أمعن في تجاهل القوانين والمعاهدات الدولية والدعوات الحقوقية لوقف الحرب والحصار، بينما يواصل وبصلافة العالم المنافق صمته الفاضح والمخزي والمعيب إزاء ما يحدث من جرائم حرب.
خمسة أعوام من القتل والدمار والحصار والنهب والفتن والكذب والقصف اليومي الوحشي المتواصل لم تفرق بين هدف مدني وآخر عسكري، بين امرأة ورجل، بين طفل وشيخ، بين مريض وصاحي، بين طالبٍ وعامل، ولكنها حتمًا فشلت في تركيع وإخضاع اليمني المقاوم الشريف، والذي وقف صامدًا بطلًا حرًّا، فغدا لكل مستضعف انموذجًا مشرفًا لكل حركات المقاومة عبر الزمن.
واليوم، وتزامنا مع هذه المناسبة العظيمة، ومن لبنان المقاومة والكرامة والإباء، أتوجه بأطيب التحيات لأحبتي في اليمن، وأؤكد على صمودهم وجهادهم. كما وأؤكد على ضرورة توحيد جهود كل الأمة ضد قوى الاستكبار العالمي الصهيوأمريكية، ووجوب إستمرارنا في تحقيق حلم الشهداء سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما وكل شهداء الأمة، من بغداد إلى دمشق إلى طهران إلى بيروت إلى القدس وكل عواصم المقاومة، وذلك للقضاء على الكيان الصهيون والتحرير الشامل وطمس مشاريع الإستكبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق