اولا يجب القول ان القائد الشهيد قاسم سليماني لم يكن مجرد مصدر خطر على امريكا وربيبتها اسرائيل في حياته بل سيظل مصدر خطر عليهما حتى بعد شهادته وهذا هو معدن الرجال الخالدين الذين باعوا جماجمهم لله الواحد القهار.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم جهاد العيدان
وهذا مالمسناه في القلق الصهيوني والتخوف الامريكي لدرجة ان واشنطن حركت عدة وساطات عربية وغربية من اجل ثني ايران عن تنفيذ تهديداتها بخصوص الرد على الجريمة الامريكية النكراء واشارات المصادر الى ان الحكومة الايرانية رفضت هذه الوساطات رغم التنازلات الامريكية قائلة بان السيف سبق العزل وان الامام الخامنئي اصدر فتواه بضرورة الرد القاسي.
الرئيس الامريكي دونالد ترامب وتحت ضغط الشركات الراسمالية واللوبي الصهيوني بصم على قرار خطير ستكون له تداعيات ,وعواقب لايمكن التكهن بنتائجها او مالاتها او استحقاقاتها ولكنها على اية حال ستكون كارثية.
وترامب ومن خلال هذه البصمة السيكولوجية اراد فتح ثغرة في قرار العزل الذي يطارده داخليا , كما اراد ان يتوج نفسه رئيسا للمرة الثانية للولايات المتحدة كما اراد ان يرمي بالقشة لصديقه نتنياهو لكي يعبر ازمة الثقة ويكسب الانتخابات الثالثة في كيان الاحتلال ,
هذه المعطيات صورت له على انها النسخة المنقحة لافلام هوليوود متناسيا ان الوضع في الشرق الاوسط يختلف عن كل المعادلات التي يتم توليفها في عالم الغرب المادي الامبريالي , مما جعله يقدم على فعلة ابليس حينما اقنع نفسه بانه افضل من الملائكة , ولكن واثر غياب تاثير الخمر الهوليوودي عن نافوخه اكتشف ترامب خطيئته الكبرى التي ستخرجه اولا من جنة الرئاسة الثانية , كما انها ستسبب حرائق مدمرة في خزان النفط العالمي في منطقة الخليج الفارسي لايمكن اطفاءها او السيطرة عليها , وبالتالي فان هذه الخطوة المجنونة التي اقدم عليها ترامب ستفتح ابواب جهنم عليه ولات حين مناص.
اما ايران فهي مصممة على قرارها السيادي لانها تدرك ان المعركة مع امريكا حتمية بكل المقفاييس وان اي تبريد للقضية لن يحقق لها اي مكسب لان طهران اختبرت واشنطن في العديد من المناسبات وهي لاتثق بها ولابوعودها اطلاقا , كما ان ايران تدرك السنن الكونية بان الامم جميعا تمر بازمات ومخاطر لكن سرعان ماتتكيف وتخرج من ازماتها اقوى وهي صاحبة تجربة وخبرة.
هناك امم وشعوب مرت بهكذا تجارب ولكنها استطاعت حفظ توازنها والخروج مرفوعة الراس , وهكذا الجمهورية الاسلامية فعندما اعلن الطاغية صدام الحرب عليها وعندما اعلموا الامام الخميني (رض) بالامر قال كلمته المشهورة الخير فيما وقع.
ان شهادة قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ومعاون مسؤول الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس لم تكن مجرد عمل عدواني امريكي استهدف قياديين في المنطقة بل هو عدوان على محور المقاومة وعدوان على منظومة القوانيين والاعراف الدولية.
ان جريمة اغتيال القائدين لاتعبر سوى عن افلاس سياسي امريكي وعن محاولة ترميم صورتها امام الراي العام بعد اصطفاف الشعب العراقي مع حشده ومع ظهيرته الجمهورية الاسلامية كما تاتي لتجاوز عقدة اقتحام سفارتها في بغداد ومحاولة الهروب من ذكريات اقتحام سفارتها في طهران.
كما تاتي هذه الجريمة كمغامرة من اجل مضاعفة رصيد الرئيس ترامب وحليفه نتنياهو في الانتخابات الرئاسية في امريكا وانتخابات البرلمان في كيان الاحتلال الصهيوني وذلك استجابة لشركات الاسلحة والراسمالية الصهيونية التي وعدت ترامب بانقاذه من محاولات عزله عن السلطة , وهذا الامر فتح باب الانتقاد لمغامراته التي هي بلاشك ستفتح ابواب جهنم عليه كما ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير.
أن الشهيد الحاج قاسم سليماني هو واحد من القلة الذين أعاروا جماجمهم للقادر المتعال نصرة لقضايا الحق والعدالة وتحرير الأرض والانسان ولن تضيع دماءه لانه ليس مجرد قائد محنك وحسب بل هو فكر وموقف والتاريخ حدثنا , بان الافكار هي المنتصرة وان القوة مؤقتة وتقتصر على ايمان الاشخاص الذين يقفون وراءها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق