ربما طغت المصلحة على كرامة الإنسان وأودت به ما بين قاب قوسين من تقوى الله أو طاعة الشيطان، ولعل الثقافات التدجينية قد أضاعت على الإنسان سبيل التحرر من أغلال العبودية وباتت نفسه مستعمرة شيطانية لم تعد تتقبل الحق كيف ماكان !! حتى وإن جاء على لسان النبيين!! وما واقعنا اليوم ليس عن ذلك ببعيد خاصة بعد ضياع وعبودية طال أمدها أكثر من 33 عام!!
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم إكرام المحاقري
وما بعدها ليس أفضل مما قبل!! وياتي السؤال أين سيكون توجه البعض من ابناء الشعب اليمني اليوم خاصة بعد كشف الحقائق التي لطالما اخفيت في غياهب كل ماتم ذكره آنفا، فالملفات التي تم الكشف عنها لكفيلة بأن تجعل من الرئيس الأسبق "عفاش'' في نظر الناس مجرد ''مجرم'' وآداة حرب لطالما ظلمت الشعب ونهبت حقوقه تحت مسميات وطنية.
بداية المشوار الإجرامي لعفاش هو ملف إغتيال الرئيس الحمدي والذي بين الوجه الحقيقي لعفاش وسياسته الدموية التي من خلالها تربع على عرش السلطة في اليمن وأودى بكرامة الشعب اليمني إلى الحضيض ودمر إقتصاده ورهن قراره لدول الخارج التي كانت المخطط الأول والأخير لقتل الرئيس (إبراهيم الحمدي) ومن كان معه، وكل ذلك وضحته التقارير التي كشفتها دائرة التوجيه المعنوي موخرا وماسبقها من حقائق عرفها الجميع.
كذلك حرب صيف 94 بحق ابناء الجنوب والتي هي الآخرى كانت مجرد حرب أهلية لامبرر لها، ظلم فيها ابناء الجنوب وسفك دماؤهم ونهب أراضيهم وسلبهم حقوقهم وكل ذلك تحت مبررات واهية!!
وبعد ذلك قرار اتخذه عفاش بعد عودته من أمريكا' والتقائه بالرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2004م، وسارع بعدها مباشرة بشن عدوان غاشم لامبرر له بحق ابناء محافظة صعدة شمال اليمن، ومن حرب إلى حرب حتى وصلت 6 سنوات في ست حروب أحرقت الأخضر واليابس ضمن سياسة أمريكا الدموية، ومن آجل إسكات صوت الحق ودعوة الأمة للعودة إلى القرآن وكشف المخطط الأمريكي الخطير الذي غير مسار الصراع في المنطقة من عربي صيهوني إلى عربي عربي وضيع القضية المركزية للأمة (القدس) من قاموس المسلمين!!
لم يتوقف مسلسل الإجرام والتدجين بالنسبة لعفاش وأسرته آنذاك، حتى أنهم تحركوا في مسلسل إغتيالات متتابع أخرس صوت الحق أينما أرتفع، وقمع الثوار وسفك دماؤهم ونهب السلطة وتوريثها فيما بينهم من جديد ووقوفهم كجماعة واحدة في الخط الذي تكون مصلحة أمريكا فيها سليمة من أي إضطرابات شعبية وما إلى ذلك من كل هذه الأفعال التي ليست بالخفية عمن يتغنون اليوم بحب من يسمونه ''الزعيم'' أو ''عفاش'' وشئ من هذه المصطلحات والتي أفصح عنها ''صالح'' وقال بحقها (لا يوجد عميل يصبح زعيم) فقد جنت براقش على نفسها من حيث لا تشعر.
وحتى لانطيل الحديث والغوص عميقا في تحركات ''صالح'' المشبوهة فلناتي إلى النهاية والتي جعلها الله حجة داحضة للذين لا يريدون فهم الحقيقة وقالوا (قلوبنا غلف)، فلنصوب السهم إلى تاريخ 26 مارس 2015م، وما بعده من مواقف صالح المخزية والمرجفة والتي كانت نهايتها وخيمة هي بيع لدماء الشهداء الأبرار ولقضية الوطن المحقة وفتح الأحضان لجارة السوء السعودية على خلفية أنه تم الخلاف مع مكون (أنصار الله) أو مايسمونهم (الحوثيون) غير آبه لتبعات كل ما أدلى به من مخطط شيطاني كانت ورقة راهن العدوان على نجاحها من خرق وخلق فتنة واقتتال في شوارع وأزقة العاصمة صنعاء، ولولا الوعي الذي تمتع به الشعب اليمني خاصة بعد الكلمة الأخيرة للخائن ''عفاش'' لكان وصل الأمر إلى ماتم التخطيط به في مطابخ العدوان!!
أذناب ''عفاش'' اليوم ليسوا الا كما كان الذين عقروا الناقة غير أسفين!! وهاهم يعقرون شعب باسره من أجل مصلحتهم الخاصة!! يقاتلون من أجل تمهيد السبيل لإحتلال اليمن ونهب خيراته ومقدراته تحت لواء ''دول العدوان'' يستهدفون الشعب في حياته ولقمة عيشه وكرامته ومايحدث في مدينة (الدريهمي) لهو خير شاهد على حقارتهم وخسة سياستهم ومواقفهم!!
وبعد 33 عام، لنطرح سؤال هو ماهية الإنجازات التي حققها نظام عفاش خلال كل تلك المدة التي تساوي مدة زمن ثورة الإمام الخميني (إيران) فاين هي إيران وأين اليمن؟! اليمن تحت البند السابع والعاشر وتحت الوصاية الخارجية ومحاصر برا بحرا جوا ووووالخ، (وإيران) قوة عظيمة لها كيانها في المنطقة كدولة مستقلة حرة لها قرارها الخاص بل هي شوكة في حلق العدو ''الصهيوأمريكي'' والعالم أجمع يدرك ذلك
فمن لم يزل في قلبه ذرة حب ''لعفاش'' فلنقل عنه أعمى البصيرة وجاحد للحق الذي بات أبلج ولا لبس فيه، وليرد على هذه النفسيات في ختام المقال الشاعر العظيم (عبدالله البردوني) فاقد البصر وملك البصيرة عندما وجه قلمه نحو ''عفاش'' مادحا فيه
غداً سوف تلعنك الذكريات
ويلعن ماضيك مستقبلك
ويرتد أخرك المستكين
بآثامه يزدري أولك
ويستفسر الإثم:
أين الأثيم؟
وكيف انتهى؟ أي
درب سلك؟
فأين ستقفون اليوم وأي درب ستسلكون بعد كل ذلك؟! فموقع الدنيا هو نفسه ذاك الموقف في الآخرة (ويوم يدعوا كل إمام بإمامهم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق