من لا يعرف بلقيس الحضارة فلينظر إلى واقع يمني أمتاز بالجدارة، معلمة ومربية، أم وزوجة مثابرة، بل هي "مجتمع" متكامل، حيث تجسد ذلك المجتمع في تضحيات وثبات المرأة اليمنية التي لم يشهد التاريخ لها مثيل.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم إكرام المحاقري
ففي كل نصر لها بصمة خالدة، وفي كل مقام للخالدين لها صفحات ناصعة بالبذل والعطاء، فأرض اليمن فخورة بمن حملن لواء الجهاد وصرن قدوة يحتذى بهن في قادم الأيام، فمثلهن قد أوحى اليهن رب السماء.
كسرن جدار الحصار الغاشم وانطلقن ليجعلن من المستحيل حقيقة، تجسدت سبيلا لدرب الصبر والمثابرة، أتجهن نحو الإنتاج والإكتفاء الذاتي وتصنيع المواد الغذائية وغيرها من المسلتزمات المنزلية وما يخص الرجل والمرأة في خطوة عظيمة كسرت حاجز المستحيل من تحت الأنقاض والمعناة لتحتضن بذلك اليمن أسر منتجة غالبيتهن أسر الشهداء.
نعم، تلك هي المرأة اليمنية التي لا تركع أمام الصعاب بل تزداد تجلدا وثبات، وهنا الدور ياتي للمجتمع اليمني الأصيل بدعم هذه الأسر وهذه المنتجات الوطنية خاصة وقد ضاق الوطن ذرعا بالمنتجات الأمريكية والإسرائيلية السامة وغيرها ممن لا يكون للوطن من ورائها غير الخسارة، وتجعل من المجتمع اليمني مجتمع مستورد وعاجز يركع في أقرب محنة له، ولنا في الحصار الإقتصادي الف عبرة حيث جعل العدوان من نقطة الإستيراد من دول الخارج حصار مطبق وخانق، هنا تمثل الضعف الإقتصادي لليمن.
كما أنه من الواجب أن تكن للمجتمع اليمني نظرة بارزة للزراعة وهي الأهم والأشمل إقتصاديا، ولتكن جبهة الإكتفاء الذاتي جبهة متكاملة يتشارك فيها الرجل والمرأة "بعضهم اولياء بعض" كما أن "بعضهم من بعض"، فالوطن يستحق منا الصمود والنهوض به إلى بر الأمان في مثل هذه الظروف الضروس.
فلنتابع هذه الأسر المنتجة بالتحفيز ودعمهن بالإقبال لشراء المنتجات المحلية ولندعم الزراعة بقدر المستطاع، حتى تكون منتاجاتنا هي البديل للبضائع الخارجية، وليكن هذا الدعم للوطن ونهضته أمام الحروب الإقتصادية المفتعلة من قبل العدو، ولتكن نظرتنا للمنتجات المحلية نظرة الإعتزاز بمن صنعن المعجزات وأثبتن جدارتهن رغم الحصار وألم العدوان، فلنلبس مما نصنع ولنأكل مما نزرع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق