مؤخراً غدا الإعلام هو السلطة الرابعة إلى جانب السلطات الثلاث، -التشريعية والقضائية والتنفيذية-، لما له من دور مهم في التأثير على اتخاذ القرار، ولما يلعبه من دور في السلم والحرب على المجتمعات.
وتعتبر الحرب الإعلامية ذات تأثير قوي على نفسية المستمع وتثبيط عزيمته، وبالتالي سهولة السيطرة عليه، عن طريق بث الأفكار والإشاعات والأخبار الكاذبة والتضليل والتلاعب بالأحداث، ولذلك فهي تعدّ حربا باردة تصنع النصر دون حرب… والعكس.
مركز الامة الواحدة - مقالات - كتبت دينا الرميمة
ومن هذا الأساس قبل أن تشن دول العدوان عاصفتها الوحشية على اليمن كانت قد أعدت لها ترسانة إعلامية ضخمة وظفت فيها الكثير من القنوات، وجندت لها الآلاف من الإعلاميين والمصورين والمحللين السياسيين والكتّاب الذين باعوا شرف مهنتهم الإنسانية وأخلاقياتها القائمة على المصداقية وتحري الحقيقة، ووظفت وصادرت حرية الصحافة ليحل محلها الكذب والتزيف والفبركة والتضليل…
ومع أول غارة سقطت على الأرض اليمنية ضجت القنوات الإعلامية التابعة للعدوان وعلى لسان ناطقهم العسيري بأخبار الانتصارات الوهمية وتدمير السلاح اليمني، ومعه انطلق الإعلام يبث الصور المزيفة لهذا النصر، ويقدم التحليلات ويرسل للعالم مشاهد نصر مزيفة....!!
ولكنهم فوجئوا بالإعلامي اليمني من تحت تلك الغارات حاملاً كاميرته البسيطة مصوراً مشاهد قصف المنازل وصور الضحايا والدماء والاشلاء المتناثرة تحت ركام تلك المنازل، وموثقاً بقايا صواريخهم القاتلة والأسلحة المحرمة،،
ولكل جريمة ترتكبها دول العدوان في المنازل والأسواق والمدارس والمستشفيات والطرقات تبث على قنوات إعلامهم كـ "انتصارات" وقصف معسكرات وثكنات عسكرية، تأتي عدسة الإعلام الحربي مفندة زيفها وفاضحة أخبارها وموثقة عدد الغارات وعدد الضحايا الأبرياء التي استهدفتها طائراتهم،،
ومع كل جريمة قتل جماعية وتدمير ترتكبها عاصفتهم الوحشية وتتنصل منها دول العدوان، يرسل الإعلامي اليمني مشاهد موثقة بالصوت والصورة ليجبرهم على الإعتراف بها تحت مبررات واهية وهشة كهشاسة إعلامهم وعاصفتهم،،
وإلى الجبهات ينطلق فرسان الإعلام الحربي ليوثقوا كل العمليات العسكرية، ويتتبعون أقدام المجاهد الحافية التي تقتحم المعسكرات وتسقطها، وتدوس أضخم المجنزات القتالية،،
وإلى داخل خطوط النار الأمامية وتحت قصف الطائرات يذهب هؤلاء حاملين نفس القوة والشجاعة والبأس ليصوروا المعارك البطولية والتنكيل بالغزاة والمحتلين،،
ومع كل رصاصة تنطلق من فوهة قناصة المقاتل تنطلق لقطات عدساتهم مضاعفة لتبث لحظات وصولها إلى قلب العدو وجمجمته، لتفضح ضعفهم وفشلهم الذريع في مواجهة رجال الله برغم كل ما سُخّر لهم من عدة وعتاد…
ومن هنا عرفنا نحن والعالم حقيقة المعارك وحقيقة العدوان ووحشيته بفضل هؤلاء الفرسان الذي وثّقوا و رصدوا و صوروا كل الجرائم وكل المعارك .
نعم وقد يسعدنا خبر نقرأه مكتوباً أو نسمعه من القنوات الوطنية لكن ليس بحجم السعادة التي تعتري أفئدتنا ونحن نرى المعارك البطولية بالصوت والصورة فتجعلنا نذرف دموع فرحة وتخرّ أجسادنا ساجدة لله على ما وهبنا من نصر وتلهج ألسنتنا بالدعاء لهؤلاء الأبطال الذين حققوا هذه الإنتصارات.
وما عملية #نصر من الله التي أثلجت الصدور وأذهلت العالم وعشناها لحظة بلحظة مع المجاهدين في نجران لحظات غرست فينا اليقين بأننا على مشارف النصر وغرست فينا مشاعر الإعتزاز ببطولة المجاهدين ونحن نرى الأرض بوعرتها والجبال بصعوبتها ترضخ أمام المجاهدين وتلك المئات من الآليات تستستلم لهم وتسلم نفسها طواعية مع قاداتها بالآلاف، وكل هذا بفضل هؤلاء -بعد الله- الذين قضى البعض منهم نحبه وهو يخلد وويثق نصر اليمن ويخلد تأريخ حرب ظالمة انتصرت فيها إرادة الشعب على كل الطغاة.!!
بحجم السماء نرسل لهم تحايانا واعتزازنا بهم، وبقوتهم، وبطولاتهم، وبأسهم ...
فسلام الله عليهم ما تعاقب الليل والنهار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق