من مدينة الصمود والتضحية والفداء، المدينة المكلومة المرتوية بالدماء، والمنطقة التي لا تنام من زئير الطائرات وزخات الرصاص واصوات المدافع. من مدينة العظماء، ومصنع الأوفياء صعدة السلام التي سلمت من المكائد والنكبات وإشعال الفتن بفضل الله وبدمـاء أبنائها وتضحيات رجالها وصبر أهلها ومنهم الشهيد الجريح تركي سبلان المحرق أبا صمود من مدينة الصمود وقد تميز كسائر أهل صعدة بشجاعته وإقدامه. كان البطل المقدام والمجاهد الهمام والجريح الذي ولدت جراحه في روحه العزيمة. وجددت في جوارحه مصداقية الثقة بالله والإتكـال عليه.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم خـــولة العـُفيري
ولد في عام 1998م في منطقة سحار التي نشــأ فيها. وأكل من ثمارها عزة وشرب من معينها منهلاً قرآنياً صافياً حتى ارتوى حرية ونخوة وتنفس من هوائها البارود .
لطالما كان يردد هتاف البراءة من أعداءٍ أرادوا الهلاك لأرضه وأمته. فصرخاته المدوية بالشعار احبطت العدو وأوهنت كيده.
لم تنام له عين ولم يرجع له طرف وهو يشاهد عدواناً يتربص بأرضه. تجمع فيه العالم لغزوها حتى شد رحيلة واطلق عزيمته للجهاد في سبيل الله لنصرة المستضعفين ودفاعاً عن أمة رسوله. إنتهج نهج العترة الطاهرة والطليعة الصادقة ومضى مجاهدا حراً لايقهره سلطان سوى الملك القاهر ولا يخاف فيه لومة لائم.
سلك درب الأطهار وعبر الصراط المستقيم نحو الحياة الدائمة والخلود الأبدي والكرامة التي لا مثيل لها ولا نظير َ. وانتقل من مرحلة الجراح إلى الشهادة التي لا فضل ولا وسام أفضل وأكبر منها ليرتقي من خلالها الى العلياء لمجاورة الانبياء والصديقين والصالحين .
ترك تركي الحياة ومنتزهاتها وترك التسكع في شوراعها وترك ما يحب لإرضاء الله حتى أكرمه الله بتلك المرتبة التي كان يتوق اليها .
ولم ينالها الا جزاءً بما عمل وقدم. فقد تاجر بنفسة وقدم أعضائه في جبهات العزة والكرامة عدة مرات. لم توهنه جراحه من متابعة المسير بل زادته ايماناً ويقيناً. فيجرح مرة ويعــود أخرى رغم جراحاته العميقة التي لم يعطيها فرصة كافية لشفائها.
فهو الشهيد التي تشهد له الجبهات وتترحم عليه الربوعة وجبالها وتذكره فضله مواقعها ووديانها التي لم ولن تنساه وهي أرض تخضبت بدمائه الزكية جريحاً صابراً محتسباً أجره على الله.
تشهد له دماءه وهو شهيد مٌصطفى أكرمه الله وأعلى مقامه الى جوار الأنبياء والصالحين وحسن ذلك مقاماً وأعظم رفعة.
فسلام الله عليه مجاهداً مُحسناً وجريحاً صابراً وشهيداً حياً سلاماً من رب هو أهل للسلام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق