حازت عملية "نصر من الله" على إهتمام المراقبين والمحللين العسكريين والسياسيين المحليين والعالميين من حيث دقة التخطيط والتنفيذ. ولا تزال تحتل المراتب الأولى على منصات التواصل الإجتماعي. وأمام عظمة هذه العملية سيكون لنا بإذن الله وقفة يومية مع رجال الله في الميدان والذين لا يحبون الأضواء ولم تكن هناك سابقة في تسليط الضوء عليهم. وسأحاول تعريف مهامهم الخطيرة حتى تصل إلينا الصور والفيديوهات من أرض المعركة. فمهما تحدثنا عن عملية "نصر من الله" بكلام بليغ ووجداني فإننا لن نستطيع ان نوصل الفكرة كما تفعل الصورة. فالصورة ليست بحاجة إلى أي تعليق فهي تتكلم وتشرح الواقع وهي ترسخ في الذاكرة لمدة أطول من الكلام. عرفت قيادة المجاهدين أهمية الصور من أرض الميدان لتستعمل في الحرب النفسية بشكل واسع.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه
وقد وثقت الكاميرا سابقاً عدة أحداث خارقة للعادة ما كنا لنصدقها لولا توثيقها. وكان لها الأثر الكبير في إضعاف الروح القتالية لجنود العدو. فعلى سبيل المثال لا الحصر :-
1- المجاهد الذي حمل رفيقه الجريح على ظهره في الخطوط الأمامية للجبهة غير آبه للنيران الغزيرة التي أطلقت عليه وكانت آثار الطلقات واضحة جداً بين أقدامه.
2- مجاهد الحجارة الذي حين تعطل رشاشه بدأ برمي الحجارة على المرتزقة بالرغم من تفوقهم العددي واستطاع الإنسحاب إلى مقره بسلام.
لقد تعرفنا على أهمية الصورة؛فلنتعرف على شخصية المصور الحربي أو الإعلامي الحربي. هو مجاهد مقاتل متمرس بالقتال خاضع لدورات تدريب خاصة بالمقاتلين ولكن لديه مهمة واحدة فقط الحصول على افضل الصور والفيديوهات الواضحة. فهو يرافق مجموعات الأقتحام والإلتحام ولكنه لا يقاتل فمهمته تنحصر في تأمين الفيديوهات والصور مع أخذ الحيطة والحذر وهو يحمل السلاح والوحدات النارية الخاصةبالمقاتلين ولكنه لا يستعمل السلاح إلا في حال تهديد سلامته الشخصية فقط. فأهمية الصورة توازي أهمية إطلاق النار على العدو.
فمصوري الإعلام الحربي يتمتعون بالجرأة، الشجاعة، الإقدام، الصبر، الحنكة، سرعة الحركة والقدرة علي التصوير بالرغم من تبادل إطلاق النار من مسافات قريبة جداً.
يحرص المسؤولون في الإعلام الحربي على تأمين أفضل أنواع الكاميرات عالية الحودة وخفيفة الوزن للحصول على صور نقية وواضحة قدر الإمكان.
ويقوم القسم الفني في الإعلام الحربي بعملية "المونتاج" لعدة ساعات مَن التصوير لنحصل على مَقاطع تصويرية قصيرة تصلح للنشرات الأخبارية والزوامل.
فالإعلام الحرب يوثق العمليات كما يوثق الإعتداءات لتبقى الصور خالدة في ذاكرة الأمة.
ولنا لقاء قريب حول وحدات أخرى لنتعرف على مهامها وجنودها المجهولين
وإن غداً لناظره قريب
01/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق