فوتت السعودية على نفسها فرصة ذهبية لتفادي عرض ذل الهزيمة النكراء الذي وثقته عدسة الإعلام الحربي بتقنية عالية يشهد لهم بها.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه
ولم يكن تقسيم عرض مرحلتي عملية "نصر من الله" عبثياً ولم ياتِ من فراغ . فقد جاء بعد التجاهل التام لمبادرة الرئيس المشاط التي جاءت من موقع المقتدر بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر المجيدة . وإذا دققنا في تاريخ حصول العملية. فإن القوات المسلحة وأنصار الله لم يعرضوا توثيق الذل والمهانة على شاشات التلفزة مباشرة في ذلك التاريخ بالرغم بأنها مشاهد لا تفوت وتعتبر سبقاً عسكرياً وإعلامياً لا مثيل له . ولكن الأخلاق الإسلامية السامية لقيادة أنصار الله فرضت عليها استثمار ذلك الإنتصار الآلهي سياسياً مع الحفاظ على ماء وجه العدو الذي يحتل أرضهم ويفرض عليهم حصاراً مطبقاً منذ أكثر من 1160 يوماً. وإرسال رسالة تحذير شدي اللهجة إلى الإمارات في نفس الوقت . فأخروا ذلك إلى ما بعد إطلاق المبادرة وتقييم ردود الفعل عليها. ولما لمسوا التجاهل التام والمكابرة والمعاندة والإستمرار في العدوان؛ عمدوا إلى الإفراج عن صور المرحلة الأولى من العملية فقط ريثما يعود قادة تحالف العدوان إلى رشدهم ويعترفوا بالواقع الجديد لإستلام القوات المسلحة وأنصار الله واللجان الشعبية من أبناء القبائل زمام المبادرة . فنقل العقيد الركن تركي المالكي الأمر الملكي من وزير الدفاع السعودي بإنكار العملية كلياً وقال عنها إنها مسرحية. وبذلك أقفل الباب نهائياً امام إمكانية الإنسحاب ووقف العدوان وفك الحصار مع الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه. وكان ذلك خطأً قاتلاً لعنجهية وإستكبار وإستعلاء القادة السعوديين .
فقالت القيادة المشتركة للقوات المسلحة وأنصار الله واللجان الشعبية الأمر لي؛ وأمرت بعرض بعض صور الهزيمة النكراء بمرحلتها الثانية. وقد تبنت معظم الوكالات العالمية الصور لتيقنها َمن صحتها. وقد أثارت الصور حفيظة الحكومة الكندية للدفاع عن فخر إنتاجها فأقرت بهزيمة السعودية وغمزت إلى المعاناة المالية التي تواجهها السعودية فأوعزت إلى إحدى صحفها بنشر التالي :- "المدرعات التي سيطر عليها أنصار الله بسهولة هي جوهرة الأسطول الكندي وقيمتها مليار دولار لم تدفع السعودية ثمنها لنا حتى الآن ".
وقد وثقت كاميرا الإعلام الحربي تحرير كافة المواقع المحتلة على رؤوس الجبال في الفرع والصوح في مديرية كتاف والبقع الحدودية مع السعودية بشكل مذل ومهين وبذلك أصبحت القوات المسلحة وأنصار الله على مشارف نجران.
وفي تحليل لبعض مضمون فيديو المرحلة الثانية نستطيع ملاحظة التالي :-
1-السيطرة الكلية على مجريات الأمور في الميدان وتنسيق عالي المستوى بين كافة الوحدات العسكرية.
2- سهولة تامة في السيطرة على النقاط العسكرية في أعالي الجبال.
3- مشاركة واسعة لأبناء القبائل واللجان الشعبية المتمرسين بالقتال.
4- التأكيد على حرق الآليات المعطوبة بالولاعة.
5- إبراز إستعمال السلاح المضاد للدروع من نوع كورنيت وهو السلاح التدميري لكافة أنواع الدبابات والعربات المصفحة.
5- تصوير الغنائم من كافة أنواع السلاح والذخائر. والتي تكفي أنصار الله لمدة عام.
6-توثيق سحب الغنائم من الآليات المدرعة وعربات القيادة والسيارات الرباعية الدفع.
فهل ستنزل القيادة السعودية من أعلي الشجرة وتأخذ العبر وتقر بأن الأمر في الميدان هو لرجال له فقط. وما على دول تحالف العدوان سوى إعلان وقف العدوان وفك الحصار والإتفاق على آلية الإنسحاب.
وللتذكير بأن حجم إنتصار هذه المعركة لا يقل عن حجم إنتصار ملحمة الحديدة والساحل الغربي ولكن الفارق هناك بأن أمريكا وحلفائها حينها تدخلوا مباشرة لفك أسر بعض الضباط الأجانب وطلبوا من مجلس الأمن التدخل مباشرة لفرض وقف إطلاق النار في الحديدة فقط لحفظ ماء وجه القوات الأجنبية التي شاركت في العدوان، والحفاظ على ما تبقى من وجه قيادة تحالف العدوان. ولكن الأوضاع السياسية اليوم مختلفة جداً. فالأرض يسيطر عليها رجال الله وزمام المبادرة بأيديهم. وترامب تخلى عن التحالف وقالها باحتقار عليكم بالدفع مقابل حمايتكم. وترامب حالياً يخوض مخاضاً عسيراً للدفاع عن نفسه مقابل السير قدماً في إحراءات العزل.
فالكرة في ملعب قيادة تحالف العدوان لاتخاذ قرار وقف العدوان وفك الحصار والتعهد بعدم التدخل في الشأن الداخلي اليمني والنتيجة ستكون بحسب قرارهم
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق