المعلومات والفيديوهات التي أفرج عنها العميد يحيي سريع تؤكد بشكل يقيني بأن العملية كانت متقنة بشكل مميز جداً. وكان التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية ( الهندسة، الطيران المسير، الإسناد القريب والبعيد المدى، القوة المضادة للدروع،الإعلام الحربي ََوقوات المشاة الخاصة بالإلتحام والخاصة بإقتحام المواقع المشرفة على نقاط المكمن) متناسقاً إلى حد الذروة.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه
وفي المقلب الآخر كانت القوات السعودية تنتقل وكأنها في نزهة. ويبدو أن التمويه الممتاز والإستعداد الدقيق لرجال الله بصمت على طول عشرات الكيلومترات قد ضلل طائرات وفرق الإستطلاع السعودية. لذلك كانت مرتاحة جداً حتى تصل إلى الهدف المحدد حسب الخطة المرسومة لها.
إنتظر رجال الله وصول مقدمة رتل الآليات إلى نقطة المكمن وفجروا عبوة ناسفة بعدد من الآليات واتبعوها بقذائف مضادة للدروع فتم إصابة ثلاثة مدرعات في نفس المكان الأمر الذي أدى إلى إقفال الطريق كلياً أَمام باقي الرتل. الأمر الذي أجبر باقي الرتل على التدوير في منتصف الطريق والعودة إلى نقطة إنطلاقها في جو من الفوضى والإرباك نتيجة المفاجأة القاتلة التي تلقتها مقدمة القافلة فعادوا على غير هدى. وخلال عودتهم كان رجال الله في انتظارهم فأطلقوا عليهم النيران من عدة جهات أدت إلى خروج عدة آليات عن الطريق الإسفلتي وإنقلابها أو غرق عجلاتها في الرمال.
وعند وصول ناقلة الجند إلى المكمن الثاني تم إعطابها وتم إقفال الطريق بناقلة جند بعد إحراقها. فعلق الجنود والضباط داخل آلياتهم بين نقطتي المكمن. هنا عمد رجال الله إلى تقطيع أوصال ما تبقى من الآليات والهجوم بوقت واحد على كافة الأوصال المقسمة مع إطلاق النيران بكثافة؛ الأمر الذي أضطر بعديد ناقلات الجند والسيارات الرباعية الدفع أن يهيموا على وجوههم باتجاه الجبال.
واللافت أنه تم تدمير كافة المواقع المشرفة على خط سير أرتال السيارات والمدرعات بالإضافة إلى إستهداف المطارات القريبة في جيزان وعسير لضمان عدم تدخلها.
وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لضباط وجنود الجيش السعودي والمرتزقة الذين فرّوا على وجوههم في الجبال. ولكن المفاجأة كانت تنتظرهم أيضاً؛ فقد كان رجال الله في انتظارهم في الأعالي بعد أن أنهكهم التعب. فاقتادوهم إلى أَماكن آمنة وأخرجوا أيضاً الذين اختبأوا في مغارة في المنطقة. وقد تجاوز عددهم ألفي أسير. وقد عمد الطيران الحربي السعودي إلى قصفهم مما أدى إلى مقتل حوالي 200 أسير واستشهاد عدد من المجاهدين الموكلين بتأمين الأسرى.
وفي مبادرة إنسانية وأخلاقية نادرة في الحروب. تم تعامل رجال الله مع الجرحى والأسرى بما تمليه عليهم تعاليم الإسلام. فلم يجهزوا على أي أسير فضمدوا جراح المصابين ميدانياً وقدموا لهم المياه والعصائر حتى وصولهم إلى خلف الخطوط.
إن دقة تنفيذ المرحلة الإولى من عملية "نصر من الله" وإستعمال إستراتيجية قطع أوصال الأرتال والهجوم في وقت واحد علي الأوصال المقطعة قد حقق النصر المميز.
*وبناء عليه فهذه المرحلة من العملية من حيث التخطيط والإستطلاع وتوزيع المهام والدقة المتناهية في التنفيذ بمستوى يضاهي أفضل الجيوش الكلاسيكية الحديثة لجديرة تدريسها في أهم الأكاديميات والكليات والمعاهد العسكرية
العالمية.*
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق