ذكرتني صور جحافل الأسرى السعوديين بعيون الكثير من أمهات الأسرى من المجاهدين اليمنيين حين كان العدو يستفز ذويهم وقيادتهم ببعض الصور المسربة (عمداً) ويتسمّر الأهالي متأملين في تلك الصور وعيون الأمهات تتفاعل معها بلهيب حارق يكوي من كان حاضراً معهم في تلك اللحظات.
مركز الامة الواحدة - مقالات - كتبت شفاء ابوطالب
وجع أهالي الأسرى مختلف عن أوجاع أهالي الشهداء العظماء أو الجرحى، فهم كمن يجبره الخبر على الانفراد بنفسه في غرفة مظلمة ويستمر في البحث عن مفتاح النور الذي يرد له ولو بصيص من أمل أو قليل من تفاؤل نسبي يعينه على الاستمرار والبحث.
تتقارب اللقطات رغم اختلاف شخصياتها فأسرانا انطلقوا في دروب العز والشموخ والارتقاء مع الله، وحفرت معاناتهم قضية اليمن المقهور في صخور الدهر، في حين العكس التام هو ما انطلق إليه جنود التضليل والبغي والإجرام، وهذا ما أكدته مواقف القيادات للطرفين.
تجردت قوى العدوان في كل تعاملاتها مع الأسرى من الأنسانية والقيم والأخلاق والمبادئ، وأضافت ختم التوحش والعنجهية مع كل الأسرى وأعني بكل أي كل أسير وصلت إليه يد الظلم العدوانية حتى وإن كان مسجّلاً في قوائمها جندياً لها قضى مدته وشاء القدر أن يقع في الأسر.
تسعى أياديهم الدموية للتخلص من الأسير بدون أدنى محاولة للتفكير في طرق اخراجه من سجنه وإنقاذه من ما هو فيه، وعلى العكس تماماً يشهد التاريخ بصفاء تعامل القيادة اليمنية مع الأسير كائناً من كان ورغم أي موضع تم أسره خلاله.
يكفي للمتأمل من هذه النافذة أن يجزم بأن ما يحدث هو صراع على حق يتجسد في طرف واحد ولا يمثله سواه، فكيف بمن تأسّى بنبي الرحمة إلا أن يكون رحمةً نازلةً على هذا الأسير سواء كان مضلل أو صاحب قضية باطلة فهنيئاً لمن يقع في أسر يد الحق فماهي إلا فرصة له من المولى ليعدّل مسار انطلاقته.
# اتحاد _كاتبات _اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق