لقد توقعت من قادة السعودية أن يعودوا إلى رشدهم وينزلوا من أعلى الشجرة وينسحبوا من اليمن دون قيد أو شرط ليحافظوا على ما تبقي من ماء الوجه. ولكن قادة قيادة تحالف العدوان قد وقعوا في الفخ الذي نصبه لهم أنصار الله. فبدلاً من دراسة الصور وتحليلها وأخذ العبر. عمدوا إلي الإنكار التام كما فعلوا بعملية أرامكو. فقال تركي المالكي مساء اليوم، المتحدث بإسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، "إن حديث الحوثيين عن أسر جنود سعوديين "مسرحية مزعومة من إعلام مضلل، وادعاءات".
مركز الامة الواحدة- مقالات - بقلم عدنان علامه
وقال المالكي، رداً على سؤال بشأن عملية الحوثي في مؤتمر صحفي بالرياض "من غير المناسب الرد على مثل هذه الادعاءات"، وذلك في أول تعليق للتحالف.
ووصف المالكي إعلام الحوثيين بأنه "مضلل"، مؤكداً أن حديث الأخيرة عن عملية السبت "مسرحية مزعومة".
لقد نقل المالكي مضمون الأمر الملكي وبذلك لم يحترم الرتبة التي يحملها. الصور كافية لتكذيب ما زعمه المالكي وأسياده. يبدو أن اسياد المالكي لم يلتفتوا إلى الأسرى السعوديون وهم يصرحون للإعلام الحربي. كما لم يلتفتوا بأن الإعلام الحربي قد صور كافة الشعارات التي على الآليات المحترقة. وقد فات أسياده بأن هذه الآليات لا تزال حديثة جداً ولا يملك الحوثيون مثلها. ويبدو أن أسياده لا يزالون في حالة اللاتوازن فتناسوا بأن الألوية لا تتحرك بدون قادة أي ضباط رفيعي المستوى. وقد صرح المسؤولين اليمنيين صراحة بأنهم لن يذكروا أعداد وأسماء الأسرى السعوديين لتسريع عملية تبادل الأسرى.
"فقد جنت على نفسها براقش". لم يفرج أنصار الله عن كل الفيديوهات التي بحوزتهم. وستكون فضيحة بمستوى الذل والهوان لتحالف العدوان الذي أصابهم في نجران. فإني أتوقع قد مؤتمرٍ صحفي للعميد يحيي سريع يذل فيه تحالف العدوان ذلاً لا ذل بعده.
فلنفترض بأن عملية نجران مسرحية كما زعم المالكي -فرض المحال ليس بمحال- فإني أرشح هذا الإبداع لأفضل جوائز الاوسكار من حيث السيناريو والإخراج والتنفيذ لأفضل فيلم أكشن حربي في مناطق داخل السعودية.
ولا بد في النهاية أن ألفت نظر المالكي وأسياده بأن "كل شيء زفت في اليمن ما عدا الطرقات". والطريق تلمع كما كافة الآليات. والطريق هي في الأراضي السعودية.فليحدثوا بالمنطق العقلي
إن العنجهية والإستكبار لدى قادة تحالف العدوان وصلت إلى الذروة في النظرة الدونية لقدرات الشعب اليمني. فالبرغم من الدليل الملموس الذي قدمه الإعلام الحربي للهزيمة النكراء للجنود السعوديين والمرتزقة. وبالرغم من قمة الأخلاق الإسلامية السمحاء في تعامل انصار الله مع الأسرى السعوديين وأبناء جلدتهم في أرض المعركة؛ نجد الإصرار على الكذب والكذب والكذب. وهذا يؤكد بشكل يقيني بأن قادة تحالف العدوان لا يزالون يطبقون نظرية غوبلز غافلين ومتغافلين بأن العالم اصبح قرية كونية صغيرة نظراً لتطور وسائل الإتصال الحديثة.
يقول الألماني جوزيف جوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر: «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، ويبدو أن هناك من لا يزال يحمل الشعار نفسه، ويظن أنه أذكى من جميع الناس فيروج لهم ما يحبون أن يستمعوا إليه من حديث، حتى وإن حدث بعدها ما هو عكس ذلك تماماً.
فترقبوا مفاجآت أنصار الله والتي ستؤكد بأن ما زعموه بأنه مسرحية هو الواقع كما هو.
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق