ثمة حقائق في هذا العالم لا تموت ولا تقبل التغيير أو التسويف مهما تقدمت بالعمر وتغير العالم وطال الزمن ،
فقديماً أمام الملكة بلقيس عبر اليمنيون عن مدى قوتهم قائلين (نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ) عبارة خلدها القرآن الكريم وظل اليمنيون على مدى الأزمنة والدهور محتفظين ببأسهم وقوتهم حتى لم يجد الغزاة المتعاقبين على اليمن تعبيراً يصف ذاك البأس إلا وصفها بأنها (مقبرة الغزاة) بعد أن خرجوا منها اذلة صاغرين .
مركز الامة الواحدة - مقالات - كتبت دينا الرميمة
الأمر الذي لم يصدقه آل سعود تكبراً وغروراً ولم يستوعبوا حقيقة ماحصل لمن قبلهم ،
وسولت لهم أنفسهم وأموالهم أن يكسروا هذه الحقيقة وبأيام قلائل قالوا سيخضعون اليمن لهم ولجبروتهم.
وبمليارات الدولارات أشتروا اضخم وأحدث ماصنعته التكنولوجيا من المعدات والأسلحة العسكرية وأقوى المقاتلين من كل أقطار الدنيا ،واشتروا القوانين المتشدقة بالإنسانية، والولاءات والمنظمات والضمائر العالمية سخرتها أموالهم لصالحهم ،
ظلماً وعدواناً توجهوا بكل تلك القوة إلى اليمن
ومن اللحظة الاولى بدأوا قتلاً ودماراً لكل شيء على هذه الأرض ،
قتلوا الأطفال وعلى قنواتهم يعرضون جثثهم وأشلائهم منتشين بأنهم تمكنوا من قتل مليشيات مجوسية ،
دمروا المنازل على رؤس ساكنيها وعلى لسان ناطقهم يبثون الخبر بأنهم دمروا معسكرات لإدوات ايران ،
قصفوا المدارس والمساجد والأسواق ومجالس العزاء وقاعات الأفراح وبدون خجل يعلنون ويتراقصون فرحاً بانتصارات حققتها مقاتلاتهم الجوية على مليشيات الحوثي ،
خمس سنوات من القصف والحصار ونحن نرافق الموت الممنهج حتى أعتدنا عليه وأعتاد وجوده بيننا ،
خمس سنوات ونحن نودع بحرقة مئات الضحايا الذين تغتالهم طائراتهم فيُغادرون هذه الحياة دون أدنى ذنب ،
ولخمس سنوات ونحن نتجرع الشتات و الوجع والألم ولا نجد دواء يخفف منها إلا جرعات الدمع نذرفه فتضع بصماتها بعنف على وجناتنا ،
خمس سنوات والأرض اليمن لا يأتيها ولا يسقط عليها إلا كل خبيث من هذا العالم الذي أعرض بوجهه الكئيب عنا ولم يكترث بكل معاناتنا والأمنا ،
خمس سنوات ثقيلة من أعمارنا ولم يكن أمامنا خيار إلا الصمود أو الصمود ،
لم يكن لتلك الألام وتلك الحرب العالمية التي شنت علينا أن تُعجزنا أو تنال من بأس اليمنيين وقوتهم ،
إنما كانت قوة تضاف إلى قوتنا وحافز جعل البأس اليمني ينهض من تحت الدمار ومن بين الركام صرخ رافضاً الإرتهان. والذل ،وتوجه ليدافع عن اليمن وكرامة شعب اليمن نهض متحدياً كل تلك القوى وكل الصمت العالمي.
وجرعهم الهزائم والضربات الموجعة التي كانت تجعل العدو يزداد حنقاً وغيضاً ويرسل اسرابه بوحشية تنتقم من الأبرياء لتزيد رصيدها قتلاً وفشلاً وتزيد رجال اليمن بسالة وعنفوان ينزل عليهم ليالي سوداء تزلزل أركان تحالفهم الظالم .
وبلحظات يتحول هذا البأس الصارم إلى اليمني الإنسان الذي يحتوي ضعف من يقع أسير تحت يده ليصب عليه من الرحمة والرفق مايجعله يتيقن أنه ظالماً لنفسه ولليمن.
وماعملية “نصراً من الله” التي شاهدها العالم اليوم إلا شاهداً على بعض البأس اليمني الذي ثار على الظالمين والمتكبرين و المخدوعين الذين غرهم أمراء النفط الخليحي حتى وقعوا فريسة أوهام تحطمت باليمن ،
مشاهد جعلتنا نحن أهلها نقف مذهولين أمام تلك الحشود وتلك التكنولوجيا العسكرية التي سُخرت لقتلنا وتلك الأرض بجبالها وسهلها ورملها وحجرها التي خرت راكعة مستسلمة أمام اقدام رجالنا الحافية تقبيلاً وتقديساً،
مشاهد أنستنا كل من فقدناهم وازاحت كل لحظات الألم التي تكبدناها طيلة خمس سنوات واستبدلتها بمشاعر نصر وعزة وفرحة عارمة تقف الكلمات أمامها دامعة خجلى عاجزة عن وصفها ويقف كل رواد الشعر بحيرة كيف لهم أن يعطوها حقها من الوصف والتبجيل ،
مشاهد بقدر ما أسعدتنا بقدر ما أوجعت النظام السعودي والعالم الذي التف حول عبائته الملوثة بدماء اليمنيين وجعلتهم يدخلون في حالة غيبوبة قد لايستفيقون منها ،
ومن لم تتمكن منه الغيبوبة أصابه الجنون ليصف عملية “نصر من الله” بأنها مشاهد بليودية ولا تمت للواقع الصادم بصلة وربما هم معذرون فقد عاشوا لحظات وشاهدوا عملية لم يكن لتأريخ الحروب لها مثيل !!
حد الفخر صمودك يايمن !
عظيم أنت برجالك ونسائك وشيوخك وأطفالك ، كبير بالأرض التي خلدت اسمك عاليأ في سماوات العلى!!
بوركت وبورك بأسك الممنوح لك من رب العالمين ولا نامت أعين الجبناء الذين خدعتهم أمانيهم ومنتهم بالنصر فخروا أمامك راكعين ليتيقنوا ويؤمنوا كما آمن سابقيهم بان اليمن
سييبقى دائماً وأبداً مقبرة كل الغزاة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق