شارك في عملية "نصر من الله" النوعية المميزة العديد من الوحدات والتشكيلات العسكرية. وسنطلع على عمل هذه الوحدات لتقدير ولتثمين الجهود المضنية التي قامت وتقوم بها للوصول إلى التحرير الكامل. وموضوعنا اليوم هو الإستطلاع.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه
الإستطلاع (أو الكشافة)، هو مصطلح عسكري يقصد به أداء عمليات مسح إبتدائية لجمع المعلومات وخاصة المعلومات العسكرية عن قوات العدو ومواقعها وقدراتها بالإضافة إلى خصائص الأرض وحالة الطقس وذلك من خلال الملاحظة المباشرة.كما أن من مهام فرد الإستطلاع هو إستكشاف وتحديد أماكن تجمعات العدو والإبرار خلف خطوط العدو.
ويمكن التأكد على أن من أهم عوامل نجاح أي دولة او مجموعات مسلحة في كسب الحرب في جميع مراحلها إنما يعتمد على مدى سلامة وقوة ودقة نظام الاستطلاع الخاص بها. بالإضافة إلى مدى قدرتها على جمع وتحليل وتصنيف المعلومات التي تحصل عليها قواتها المسلحة لتكون في متناول أيدي القادة ليسهم في اتخاذهم القرارات العسكرية الحاسمة في ضوء تحليل المعلومات التي أصبحت بحوزتهم .
وقد أدرك القادة منذ فجر التاريخ أهمية الاستطلاع لتوفير المعلومات اللازمة لوضع الخطط واتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة. فالمعلومات هي روح الحرب ، والإستطلاع هو أهم وسائل جمع المعلومات العسكرية الدقيقة والعاجلة , لذا كان من الضروري أن يشمل كل تطور عسكري نظم الاستطلاع ووسائله وأساليبه.
فلنتعرف على كيفية جمع المعلومات لنركز بعدها على مواصفات عناصر وحدة الإستطلاع الميداني:-
1- المراقبة المباشرة.
2-الطيران المسير.
3-وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي.
4- مصادر من داخل أراضي العدو
حين تحديد اي هدف تتحدد آلية الإستطلاع لإستهدافه. وفي عملية "نصر من الله" تم تكليف عدة مجموعات لجلب المعلومات في محور نجران على مدار الساعة وعلى مدى عدة أسابیع.
فعنصر الإستطلاع مقاتل شدس يتمتع بالصبر وإجادة عنصري التمويه والإستتار في آرضٍ صخرية مكشوفة ووعرة المسالك. وقد يضطره تجميع المعلومات إلى العمل داخل مناطق العدو. وبنفس الوقت يحرص على عدم كشفه من مواقع العدو الامامية المجهزة بأحدث أجهزة الرؤية الليلية والحرارية وحتى رادارات الأفراد. فيؤدي المهام الموكلة إليه في مختلف الظروف الطبيعية ويقدمها إلى قيادته التي بدورها تجمع المعلومات وتحللها وتقارنها مع المعلومات المتوافرة لديها من مصادر ميدانية أخرى وترسل مجموعات جديدة لإستكمال مهمة جمع المعلومات الميدانية على مدار الساعة.
فجهود رجال الإستطلاع ومعلوماتهم الدقيقة تمثل العنصر الجوهري في بناء خطط الهجوم. وأي خلل أو عدم دقة في المعلومات سيؤدي إلى فشل العملية ويعرض عناصر التنفيذ إلى الخطر الشديد الذي يشمل فقدان الأرواح أيضاً.
إن النجاح المستمر في العمليات النوعية لرجال الله كان بفضل دقة المعلومات التي يحصل عليها الجنود المجهولون من وحدة الإستطلاع. فألف سلام لهم. ولنا لقاء مع وحدات أخرى كان لها شرف المشاركة في تحقيق النجاح المميز لعملية "نصر من الله.
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق