من منا لايذكر الأحداث في بداية اندلاع ثورة الشعب اليمني لتغيير النظام الفاسد وطريقته السلمية والراقية فيها وما قابلتها الحكومة من قتل وملاحقة وأسر و تعذيب و إطلاق الرصاص المطاطي والحي والغازات السامة والمسيلة للدموع ، أحداث انحفرت في ذاكرة اليمنيين الأحرار والذين واجهوا كل ذلك بسلمية وتحضر وإصرار وعزم على دحر الفساد وبناء الدولة المدنية الحديثة.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم كوثر محمد
لاننسى المتسلقين على الثورة لإفشالها من الداخل في ادعائهم بإنضمامهم للثورة وبأنهم في صف الشعب وهم من كانوا في يوم من الأيام على رأس حكومة الجرعات التي جرعت الشعب الويل العظيم فالثورة قد انطلقت شرارتها ، ولكن استمرارها والحفاظ عليها أصعب بكثير من انطلاق شرارتها.
متسلقي ثورة ال21 سبتمبر كانوا هم أيضاً من تسلقوا ثورة 26 لعام 1962ليعيش الشعب في فساد الحكومة وفي جرعات متتابعة وفي طوابير مختلفة بحثاً عن حاجات الحياة البسيطة وأدخلوا الشعب في مشوار اقتصادي مضني وفي مستوى تعليمي وصحي متردي بينما يسافرون هم وأبنائهم للتطبيب وللتعلم في دول العالم منذ سنوات طويلة.
قامت ثورة 26 سبتمبر من أشخاص ارتهنوا للخارج ، ابتعثوا كطلاب يرتجى منهم العودة للعمل على نهضة اليمن ولكنهم عادوا حاقدين عليها متناسيين فضلها عليهم ليعيشوا أحداث ثورة وهمية انتهت بتدخل خارجي في شؤون اليمن ومحاولة إحتلاله من مصر الشقيقة التي جاءت باسم إعادة الشرعية ،
مات أصحاب الثورة بعدها وهم يتحسرون على فعلتهم من قيام ثورة وهمية ضد أمن و أمان اليمن ، ضد استقلالها واقتصادها وهب التي كانت من أثرى الدول آنذاك والتي أطعمت العالم في الوقت الذي كان يتضور فيه جوعاً ويعيش في صراع كبير ضد قيم العدالة والتنمية والدين والوحدة فمنهم من مات منفي ومنهم من مات في عرض البحر ومنهم من تم قتله ومنهم من مات حسرة على فراشة
اضطرب وضع السلطة آنذاك ليكون الوضع في تناحر وقتل وإغتيالات واستمرت هكذا الأحداث حتى عندما أصبح لليمن رئيساً يريد النهضة بالوطن ولكنه لم يكن مرتهن للخارج فتم إغتيالة وهكذا دواليك حتى تم إختيار رئيس لليمن عاش 33 سنة في رفاهية العيش الرغيد بينما شعبه يحيا الجوع والفقر والبطالة ، وكانت إنجازاته عبارة عن تدمير ممنهج وعمل دؤوب ضد تطور الشعب وتقدمه بل ووضع الشعب في ديون كبيرة وباع مناطق نفطية كالربع الخالي وجزر يمنية....
وكان لابد للشعب من كلمة حق أمام حكومة الفساد فكان الشعب يريد إسقاط النظام ، وكان حق مشروع أمام نظام يسير بما تريده دول أجنبية تتحكم في قراراتها وفي حياة شعبها وكأنها مستعمر خفي بدأت المظاهرات والمخيمات السلمية للمعتصمين وحينها بدأت المفاوضات الصورية والمبادرة الخليجية والتي كانت تعمل على إعادة الشرعية لحكومة الفساد بصورة أخرى وبلون جديد ولكن الله أراد للشعب اليمني المحتسب غير ذلك.
فعندما زادت الانتهاكات ضدهم وكان لابد من تحرك من نوع آخر يجتث الفساد فخرج الشعب بلجانه الثورية والشعبية والجيش للقضاء عليهم ، وبعد مواجهة كبيرة فر أصحاب المعالي للدول التي يعملون معها كجنود مجندة ضد أبناء الوطن.
وبعد هذا الإنجاز الكبير والدخول إلى أوكارهم واكتشاف مخططاتهم لتعلن على مرأى ومسمع وبالصوت والصورة والاثباتات نجد الشعب اليمني الذي حاول النهوض والبناء والبحث عن سبل التطور والاستقرار يواجه عدواناً سافراً ، وقف أمام إرادة الشعب ، عدواناً يريد إسقاط إرادة الشعب ولكن الشعب وقف له بالمرصاد رغم محاولته السابقة لهيكلة الجيش وتدمير الأسلحة والعتاد العسكري وبث الفرقة والطائفية بين الناس ، نجد أن اليمن يقف للسنة الخامسة على التوالي وهو في الموقف الأقوى وهو يرهب العدوان في كل الجبهات ويقدم التضحيات الجسيمة ويصر على الصبر والصمود حتى النصر رغم كثرة الدول المشتركة في العدوان ورغم نقل البنك والسيطرة على مناطق واسعة ولكنه اليوم يذيق العدوان والعالم الصامت من الكأس التي تذوق منها المر.
فدماء اليمنيين ليست رخيصة وإرادتهم صلبة حتى النصر ، الثورة بدأت ولن تنتهي إلا بالحسم العسكري و بالبناء والتنمية والحرية والاستقلال
#اتحادكاتباتاليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق