خرج الحسين ملبياً نداء المستضعفين أن أغثنا ياحسين من جور الجائرين ، فلما أن جاء بصحراء نينوى ونادى هل من ناصر ينصرني ، فلم يجد إلا أشباهاً للرجال بل أعجاز نخل خاوية ، مالكم كيف تحكمون وتفقهون فما هنالك من سبط لرسول الله غيري ، إن لم ترحموا تلك النساء وترحموا ذاك المريض فأغيثوا هذا الرضيع ببعض الماء ، فعندما سمع المارقون النداء استهدفوا قلب الرضيع بالسهام ، وما أن جاء وقت الصلاة استقام الحسين والذين معه للإقامة ، أغاضهم صوت التكبير للصلاة ، ثم دنا أحد المنافقين من أذن أحدهم قائلا : أو تتركونهم للصلاة وقد قلنا للقوم أنهم كافرون ، وهناك يغيرون عليهم غارة تلو أخرى يزيد سجل الشهداء إلى أن يسقط الحسين عليه السلام شهيدا.
مركز الامة الواحدة- مقالات - كتبت صفاء السلطان
وهنا يشعر أولئك ممن شاهت وجوههم بدم الحسين بأنهم انتصروا ، لكن دون ريب خابت مساعيهم بل الحسين قد نصر وانتصر الدم على السيف ، والحق على الباطل ، فسنة الحسين بالخروج على الظالم وإقامة الحق سنة تعمل بها الأجيال إلى اليوم ، سنة الإمام الحسين بنصرة المستضعفين قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لولم تكن هناك ثورة الحسين بكربلاء لما كانت ثورة الأنصار بصنعاء ، ولولم تكن ثورة الصمود بكربلاء ، لما كان هناك نصر بجيزان وصعدة وغزة وبنت جبيل وبغداد ، الحسين مازال دمه إلى الآن عبارة عن مظلومية وانتصار ، بين مظلومية بشاعة الجرم و الجريمة وانتصار الحسين على البغاة ، بين سقوط الكثير من الشهداء جراء العدوان الغاشم ، وبين انتصار دمهم الذي يتجلى يوما بعد آخر ..تجلى انتصار دم الحسين بنقل الدين الصافي النقي ، والذي نجده اليوم رافداً أساسياً لمجاهدينا في الجبال والوديان والثغور بل وفي وحدات التصنيع والدروع ومعادلة توازن الردع ..
فكيف لم ينتصر الحسين ؟
# اتحاد _كاتبات _اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق