في اليوم العاشر من المحرم وعلى ضفاف كربلاء ،وبين زحمة الأرواح الملائكية التي حلت بهذا الفناء المقدس؛ وقفت الروح المنكسرة الوالهة..،تتلو آيات الصبر..
ترتل سورة الفجر..
تقف عند قوله تعالى:{إن ربك لبالمرصاد}
فيتراءى الطغاة وقد أحاط الله بهم ووقعوا في شرّ أعمالهم ولعنهم التاريخ وطواهم في ملفات النسيان!!
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم جهاد اليماني
تسترسل في التلاوة؛ لتصل إلى قوله تعالى:{ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} فيتراءى شهداء كربلاء في روضات الجنات، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
يتراءون وقد عبروا حدود الزمان والمكان، وشقوا لمحبيهم ، والسائرين على خطاهم درب الخلاص، وطريق النجاة...
يسطعون تيجان في جبين الإباء، وقلائد في جيد العزة، وأوسمةَ َ في صدر الكرامة..
نعم هنا وعلى هذه الحصباء الملتهبة بحرارة الدماء، وفي العام الواحد والستين من الهجرة وفي شهر محرم الحرام وقف أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، من ذوي النبي وعترته وآل بيته، على رأسهم سبط رسول الله وريحانته الحسين(ع) وقمر بني هاشم العباس ابن علي(ع) وعقيلة بني هاشم الحوراء زينب(ع) وثلةُ ُمن الأصحاب الخُلّص الأوفياء، وكان فيهم الطفل الرضيع والشيخ المُسن والشاب في عمر الورد..
وهنا!! حُوصروا وظمئوا وتناوشتهم السيوف ومزقتهم السهام !!
وهنا ذُبحوا وفُصلت الرؤوس عن الأجساد، وحُملت على أسنة الرماح وأُحرقت الخيام، وسُبيت حرائر الرسالة، ومخدرات الوحي.
وهنا على أرض كربلاء جاهدوا وصبروا ،واستبسلوا واستشهدوا فأعادوا بدمائهم المحمدية العلوية الزاكية- للدين بريقهُ وتوهجهُ وحفظوا حدوده ومعالمه..
في هذه الفاجعة الكبرى؛ يتجلى حقد الطغاة، وعظيم غيظهم وحنقهم على نبي الأسلام ودين الإسلام؛ فبسيف الطغيان الأموي المحسوب على الإسلام ذُبح ريحانة النبي وأهل بيته وأصحابه، وبهذا السيف ذُبحت مبادئ الدين وقيمه ومعالمه حين امتدت لذلك النموذج الذي جسد دين جده سلوكا وهديا ومنطقا!
ترى أهكذا يكون جزاء رسول الله من أمته؟!
أهكذا وصّى محمد صلوات الله عليه وآله بأهل بيته وذريته؟!
ألم يقل بأبي هو وأمي:
"تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي "
ألم يقل:-صلوات الله عليه وآله-
"أذكركم الله في أهل بيتي"
الله الله في أهل بيتي لا تجعلوهم من بعدي
غرضا"
سيدي يارسول الله أنت المُعزى بهذه الفاجعة الكبيرة والنكبة العظمى، ترى كيف أواسيك يامولاي ، والحياء يحاصرني!! ومرارة الخطب تفتك بي!! ماذا أقول ياسيدي ومولاي وقد احترقت الدموع ، ونُحرت الكلمات، وجف المداد ، وظمئ القلم وذُبحت الحروف من الوريد إلى الوريد، لتخضّب صفحاتَ الروح بدمائها القانية!!.
سيدي ومولاي كيف أواسيك في أمتك، التي ضلّتِ الطريق التي رسمْتها !!وأخطأتِ المنهج الذي بيّنته!! فامتدّ ضلالها وانحرافها وتفريطها، عبر الأجيال!! ،ولا زالت كربلاء الحسين(ع) تتجدد في كل زمان ومكان!!
وكما حُوصر الحسين وذُبح هو وأهل بيته وأصحابه في كربلاء -على يد طاغية زمانه ويزيد عصره !!
حُوصرنا وذُبحنا وقتلنا وأحرقنا وسالت دماؤنا وتبعثرت أشلاؤنا في يمن الإيمان والحكمة؛ على يد يزيد العصر وزمرته، ومن تحالف معهم من اليهود والنصارى!!
وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء الحسين؛ انتصر الدم اليمني والإباء الحسيني والصبر الزينبي في يمن المحبة والنصرة والولاء..
سيدي يارسول الله، طبْ نفساَ َوقرّ عيناَ َ؛فحسينك وأحفادك وأنصارك اليمنيون
يخوضون الملاحم ،ويقتحمون الردى ،يبدعون ويصنعون ويطلقون البراكين والمجنّحات والمسيرات ويذيقون قوى العدوان مرارة الذل والهوان!! ويلقّنون العالم درساَ َفي الثبات والصمود والإباء.
#السلامعلىالحسين
#وعلىعليبن_الحسين
#وعلىأولادالحسين
#وعلىأصحابالحسين
#لبيكياحسينِ
#اتحادكاتباتاليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق