ذات ليلة وفي غسق دجى الليل كانت السماء مليئة بنجوم مضيئة ومتلئلئة ، نظر إليها حليف القرآن بعين متبصرة لحقيقة الدين وبقلب متفطر على حال أمة محمد، وما آلت اليه من شتات وضياع وفسوق وفجور، وكان بجانبه صديق له يسمى "البابكي"، فقال له حليف القرآن أرأيت ذلك النجم يا بابكي!؟ قال نعم، فقال بلسان تحمل هم مسؤلية أمة محمد لوددت لو أن يدي ملصقة على الثريا فاقع إلى الأرض أو حيث أقع وأتقطع قطعة قطعة ويصلح الله شآن أمة محمد"
ذاك هو الإمام زيد بن علي عليمها السلام.
مركز الامة الواحد - مقالات - بقلم إكرام المحاقري.
توقدت في قلبه ثورة حق بوجه الظالمين من المحسوبين على دين ودولة الإسلام، سمع القرآن بأذن وأعية وأدرك ماهية توجيهات الله تعالى للمؤمنين، أنطلق مقتفي أثر ثورة جدة الحسين في كربلاء، ورفع شعار الحق قائلا"من أحب الحياة عاش ذليلا".
لم يرتضي لنفسه الخنوع تحت سطوة الظالمين، واحياء بثقافتة القرآنية مجتمع يحمل في قلبه تقديس الشهادة وحب التضحية في سبيل الله، وقف بوجه الطاغية الأموي "هشام بن عبدالملك وقفة الصادقين مع ربهم، والمتحررين من قيود عبودية الشيطان، قورن موقفه التاريخي بموقف أصحاب الكهف عندما نصروا الله وفضحوا ضعف وهشاشة الأعجال البشرية ، واعلنوا كفرهم علنا على الملأ بالإصنام الحجرية ، فكلاهما خاطب ربه قائلا" ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيأ لنا من امرنا رشدا".
فثورة الأحرار لاتتوقف حتى وأن تمكن سلاطين الجور من الحكم على الأنفس الضعيفة ، بل أنها تتوقد كحمم بركانية مشتعلة وتنتصر حتى بالدم على السيف، وهذا ماحدث فعلا لحادثة كربلاء التي أستمد منها الإمام زيد الحرية والثبات والبصيرة ومن ثم الخروج على الظالم لقوله سبحانه وتعالى"لاينال عهدي الظالمون".
لم يكتب للظالم ميثاق ولم يتعهد له بعهد ولآء إلا أن موقف حليف القرآن هو موقف الأحرار بقوله للطاغية "هشام" لن تراني الا حيث تكره، فكان ذاك اللقاء في ساح الوغاء.
ومن تلك اللحظة حتى هذه اللحظة والأحرار ينطقون بنفس المنطق القرآني ويجسدون الحق فعلا من على المنابر ومن فوهات البنادق ، يقيمون الحق وينشرون العدل في أقصا المعمورة الصغيرة إلى أقصاها، وما وأقع أتباع الإمام زيد عليه السلام إلا وأقع الثورة والحرية والعزيمة لاجتثاث سرطان الحكام المتاسلمين من على حكم المؤمنين.
فطواغيت اليوم لا يقلّوا جورا وظلما عن طواغيت الأمس فكلاهما قد دار في فلك إبليس وسبح بحمد شذوذه عن نهج الله وصراطه المستقيم ، كذلك أحرار اليوم هم أولئك أحرار الأمس باعوا أنفسهم من الله ونذروا حياتهم جهادا في سبيل الله إنتهجوا القرآن وأصبحوا مجاهدين ثوار، فلا ملاذ للظالم من بطشهم حتى وأن طال الأمد.
#حليف_القرآن
#منهج_وثورة
#ذكرىاستشهادالإمام_زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق