الجميع يعرف بأن ثورة ال26 من سبتمبر كانت ذات مبادئ وقيم كانت تهدف للعيش في كرامة ورخاء وتطور وإزدهار، إستقلالية تامة خارجة عن إطار الملكية والحكم الوراثي التعسفي، وأن تكون اليمن جمهورية ذات قرار شعبي مستقل..
مركز الامة الواحدة- مقالات - بقلم إكرام المحاقري
لكن كما هي العادة لم تخلو من تدخلات خارجية في ظل غياب القيادة القوية والنزيهة، هناك من تسلق على دماء الشهداء من الثوار السبتمبريين ونهب تضحياتهم ومبادئ الثورة إلى "جيب كوت بن هادي" كما يقال في المثل الشعبي اليمني!
إنحرفت الثورة بانحراف أهم مبادئها ألا وهو الإستقلال؛ وبضياع قيمتها الثورية عندما طالت يد الإحتلال المصري ونهبت الثروات اليمنية أنذاك وتم تحميل سفن الشحن بالذهب اليمني المكدس منذ عقود، وتفشت ظاهرة العمالة وكانت كرامة الوطن شيكا وضريبة لكل من تربص به، مع أن اهداف الثورة نصت بنودها على تطور البلاد وإخراج البلد من قائمة العزلة المجتمعية والدولية إلى قائمة التعامل والتعارف بدول العالم التي كانت تشهد تطورات واكبت الثورة الصناعية..
هناك من الكتاب والباحثين من يقول بان ثورة ال 26 من شهر سبتمبر كانت مؤامرة على سلامة اليمن، حيث كانت اليمن انذاك بلدا مكتفيا ذاتيا يزرع ويصنع ولا يستورد من دول الخارج غير مادة "القاز" بينما بعد ثور 26 سبتمبر أصبح اليمن يصنف بين الدول الفقيرة التي ترزح تحت خط الفقر بسبب تدهور إقتصاده وتحوله من بلد مصدر الى بلد مستورد لاتفه الاشياء!
لكن الحق لا يضيع طالما وراءه مطالب كما يقال، ولان اهداف 26 كانت نزيهة وشارك فيها طيف واسع من أبناء الشعب، فقد جاءت ثورة ال 21 من شهر سبتمبر المجيد لتصلح ما أفسده الدهر وتعدل مسار الثورة الأم بتحقيق نفس الأهداف والقيم..
فتلك الثورة رفضت الحكم الملكي، وهذه رفضت حكم الممالك وإن أختلفت المسميات، جاءت ثورة ال 21 لتكون ثورة سبتمبرية ناحجة بامتياز لتصحح مسارات كل المحاولات الثورية التي سبقتها، كثورة 11 نوفمبر 2011م التي كان هناك من حرف مسارها ونهبت من لصوص الثورات كما نهبت اهداف ما قبلها.. وعلا صوت الثوار من جديد:
أذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق