حصار جوي بحري بري خانق أودى بحياة الكثير من المواطنين اليمنيين إلى الوفاة بسبب الأمراض التي تتطلب السفر إلى الخارج للعلاج. الأطفال لهم نصيب وافر من ذلك الموت الذي يوزعه تحالف العدوان على الشعب اليمني منذ اواخر شهر آذار من العام 2015م..
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم إكرام المحاقري
الحصار الذي أدخل اليمن تحت خط الفقر؛ بل تحت خط الحياة. ففي أحد تقارير المجلس النرويجي للاجئين أشار إلى أن إغلاق مطار صنعاء ترك ملايين اليمنيين يعيشون في سجن مفتوح. حيث أن مطار صنعاء الدولي يعتبر الطريق الآمن الوحيد نحو العلاج الطبي المنقذ لحياة المواطن اليمني الذي يعاني الأمراض المستعصية!!
كما أن الأضرار الناجمة عن إغلاق مطار صنعاء الدولي نوعان: أضرار مادية تجاوزت 2 مليار دولار، وأضرار إنسانية لحقت بغالبية أبناء الشعب اليمني مثل وفاة أكثر من 30 ألف مريض وحرمان 800 ألف مريض من وصول الأدوية ووجود أعداد كبيرة من العالقين في الداخل والخارج.
ليس هذا فحسب فقد أصبح مطار صنعاء هدفاً عسكرياً لطائرات العدوان التي لم تستثني شيئاً في اليمن إلا ودمرته؛ ومنذ الوهلة الأولى للعدوان على اليمن. قامت طائرات تخالف العدوان بضرب المطار وإحراق الطائرات المدنية وهدم المدرجات المدمرة بشكل متكرر. وما زال مطار صنعاء يقصف بين الفينة والأخرى، وأمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي! ضاربين بعرض الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
كما أن هذا الحصار المطبق قد جعل من مطار صنعاء محطة لطائرات الأمم المتحدة التي أصبحت - كعادتها - تتاجر بمعاناتنا، فاليسير من الدواء الذي يحتسب إغاثة للشعب اليمني يقابله نهب الكثير من الأموال التي يتم جمعها بأسم إغاثة للشعب اليمني! ويتجلى هذا في عدم قدرة هذه الطائرات أن تنقل المرضى اليمنيين للخارج من أجل تلقي العلاج الذي يمكن أن ينقذ أرواحهم من أمراض تفتك بهم!!
فحصار مطار صنعاء يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية لما له من تبعات قد خلقت كارثة إنسانية ألمت بحالة المواطن اليمني الذي إذا نجا من قصف الطائرات ومات ألماً وحصاراً أو إحتياجا للدواء!! كما أن هذا الحصار هو حصار ممنهج تشارك فيه الأمم المتحدة التي صمتت أمام المأساة اليمنية ولم تقدم حلولاً أو تخفف معاناة!!
وما إغلاق "مطار صنعاء الدولي" إلا إنموذجاً واحداً من مئات النماذج لمخطط العدوان بالقضاء على الشعب اليمني، فالحصار البري والبحري لا يقل إجراماً عن الحصار الجوي، فكلاهما قد جعل من اليمن أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث بحسب تعبير الأمم المتحدة التي لم يصلنا منها سوى الكلام والمزيد منه فقط!
ختاماً.. لا بد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر، وصمت الأمم المتحدة والشعوب العربية وصمة عار في جبين الإنسانية والضمير العالمي.. أما نحن الشعب اليمني فقد أتخذنا قرارنا.. نستشهد واقفين شامخين أو ننتصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق