بتول الحوثي - مركز الأمة الواحدة
لم تسكتنا تلك الترسانات العسكرية، وﻻ ذلك العتاد الحربي المهول ،وﻻ الهجمة الإعلامية الشرسة، ونهب المال العام والتلاعب بالعملة الوطنية، وﻻ السطو على مقدار البلاد، وﻻ التهديد والوعيد وﻻ البطش والتشريد، لم يسكتنا هدم بنيتنا التحتية، لم يسكتنا جوعنا ولم يسكتنا التهجير والتعذيب، ولم يسكتنا الإحتلال ولم يسكتنا الحصار ، ولم تسكتنا الكوليرا ،ولم تسكتنا دول عربية وعبرية وإسلامية أيضاً وعالمية وإن سكتت. فكيف ..كيف تريدوني أن أسكت على فاجعة ؟ على إنتهاك؟ على سفك دم نساء بلدي وأطفاله؟ على الأبادة الجماعية؟ على جرائم الحروب .!!؟ ..حين تصدر أمرك لطيارك المغفل فاقد الإنسانية أن يتقاضى حقك المسلوب والغير شرعي من متسوقين عزل ﻻ حول لهم وﻻ قوة، فيهم الصبي وفيهم الإمرأة، فيهم الهرم وفيهم العاجز ...ماذا تريد مني!!!؟ أن أسكت ! أو حقاً مازلت تظن أني سأسكت !؟ وهل غباؤك إلى الحد الذي تظن أنها وسيلة للإسكات !؟ ألم تعلم أن جريمة سوق آل ثابت ومثيلاتها هي من حركت أقلامنا من سكونها هي التي ثبتت للدنيا دعائم قضيتنا (نصرة دين الله وإعلاء كلمته).. هي من أنعشت فينا روحية البذل والعطاء هي من أحيت فينا نبض الإنسانية ..هي من زعزعت قلوبنا وأدمتها.. ولما ﻻ!؟ ونحن نرى دماء أبناء بلدنا تسيل في الشوارع، وأشلاء أطفالنا ممزقة ومرمية على الأزقة والطرقات وما بقي ممن بقي فهو مشوه ومتفحم. فهل برأيك أيكسبني هذا سكوتا!؟ وأعني بالسكوت محورين أولهما :سكوت الخائف وثانيهما : سكوت الراضي وأخراهما أشد من أوﻻهما. فنحاس الكلام أحب لدينا من ذهب السكوت، وعلقم القول مستساغ في حلوقنا من حﻻوة الصمت. فمن منطلق {وأعدوا لهم} أرهبناكم. وتحت قاعدة {ومن أعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} أخذنا شرعيتنا. ومن مبدأ {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} أخفناكم. ومن قول {وإن تكونوا تأملون فأنهم يألمون} أستمدينا القوة والصبر. ومن سياسة {والله مخرج ما كنتم تكتمون} أربكناكم. {وقيل بعداً للقوم الظالمين} ولنا ولكم في { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا و رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} ميعاد أكبر فالله أكبر. فهلا تفكرتم في { وجزاء سيئة سيئة مثلها} علكم تراجعوا حساباتكم وتعيدوا النظر قبل إتخاذكم مثل هكذا قرار {ولكني أراكم قوما تجهلون} فمهما جارت أسلحتكم فإيماننا بالله أقوى وأفواهنا بالحق صداحة وفي عنان السماء لنا رآية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق