انها حكاية مدرسة ومنهجية آل البيت عليهم السلام من بنت ثقافة وجهاد وتضحيات هذه الاسرة الكريمة ولكم جزء يسير من حكاية تضحية وفداء .
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عفاف محمد
انها ثورة فكرية من قادتنا للتحرر من التبعية والانقياد ،جاءت بها انفس تواقة للمعرفة وعطشى للبذل في سبيل الله انها انفس عكست لنا نور بهي ممتلئ ايمان وصبر واخلاص وبذل وتربية خيرة وتضحيه..
اجل تضحية.. انتهجتها اسرة جليلة اكتنزت علوم الدين والمعارف الإسلامية وجعلت من اخلاق وفضائل رسول الله وآل بيته عليهم السلام منهل يغترفون منه ودستور اننتهجوه ،كان التواضع وحسن الخلق من سمات افرد اسرة السيد بدر الدين الحوثي الذي كان حريص على تربية اولادة تربية ايمانية خالصة وعلى ان يتلقى اولاده الدراسات الإسلامية اهمها القران وعلومه.
وكانت تربيتهم الإيمانية لها انعكاس ايجابي جعل منهم شجرة صالحة لاتنتج غير ماهو مثمر ومفيد..14 اخ تسودهم المودة والوئام والتراحم اتسموا بسجايا حميدة وكان ارتباطهم بالله قوي ومتين.
كان السيد حسين بدر الدين ذو حس إيماني عالي وماكان منه الا ان استوعب تلك البيئة الخصبة بالعلوم والمعارف التي اكتسب منها الكثير وبالتالي عبر عن مفهومه بأسلوب منطقي مقنع وشرع بنشر هداه الذي عكسه بعد حسن استيعابه وبداهته وتشربه واكتنازه تلك المفاهيم العظيمة، وزاد عليها قدراته البديعة في الإفهام والاقناع والافصاح، ولم يخرج ابدا عن طور ماذكر الله جل علاه في كتابه الجليل ،وجاء لنا هذا الرجل القائد المحنك بفيضان من المعارف والمفاهيم الغويصة والتي غابت عن الواجهة لعدة عقود ،وكانت ملازمه ارث عظيم خلفه لنا بعد ان استشهد وحاربته قوى متكالبة من كل حدب وصوب، وكان استشهاده مع اسرته في الكهف قصة يهتز لها الحجر الأصم لبشاعتها ،وقبلها قوبل هو واهله وجماعته بالقمع والحصار وتعرض لعدة مضايقات بغية اخماد مشروعه القرآني العظيم ..
وكانت دمائه الزكية ودماء افراد اسرته الكريمة فداء وتضحية لهذا المشروع العظيم ،ومن بعدهم سالت دماء في سبيل إحياء هذا المشروع ونصرته من قبل اسرة السيد بدر الدين وكل من التحق بركب مسيرتهم الطاهرة التي لاتنطوي تحتها اي اغراض دنيوية او اطماع سلالية كما يروج له من يحاربون هذا الفكر الإسلامي الصاعد والمتقد حماس وايمان وهمة .
وكان قد استشهد من هذه الاسرة المباركة الاخوة السادة "عبدالقادر، احمد ،علي " والعديد، من ابنائهم واقاربهم.
وبعد استشهاد القائد حسين بدر الدين الهامة العلمية الجليلة والشخصية الريادية الفذة قاد السفينة سماحته شقيقه عبدالملك بدر الدين وابدى حنكته واسلوبه الرزين والمنطقي وافاض علينا بمحاضراته الإيمانية والتهذيبة ،وقادنا بريادته الرصينة وكان خير خلف لخير سلف...
ولكنه لم يسلم شرور المبغضين والاعداء حورب المشروع القرآني بشراسة حتى باتت حرب كونية في عهده، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في كل من التحقوا بركب المسيرة الشريفة بل ازدادوا يقيناً وازدادوا حماساً وشجاعة.
ولكن تلك الانفس الخبيثة لم تهدأ ظلت تحيك المكائد للهذا المشروع القرآني ورواده وتبحث بعد فشلها الذريع عن ثغرة لتدخل منها او نقطة نصر تحرزها بعد خسارة العديد من جولاتها واهدار الاموال والرجال من كل البقاع دونما فائدة .
وعلى حين غرة غدروا المبغضين والمنتافقين بالسيد إبراهيم
بدر الدين الحوثي كردة فعل خبيثة وحقودة على تلك الأسرة الطاهرة وحنق على تلك الانتصارات الساحقة في الميدان وذاك التألق في التصنيع الحربي وتلك الوجاهة والقيادة التي ابهرت العالم ،بل وجعلت كل التكنلوجيا والتكتيكات العسكرية والسياسية وكل التقنيات تقف عاجزة وتجثو وتنتكس امام هذا المشروع الرباني الذي قادته هذه الاسرة الباذلة المضحية العظيمة وكل من والاهم واهتدى بهديهم وعرف حجم العدو وعرف كيف يواجههم وكيف وتسلح بالقرآن والهدي العظيم .
السيد ابراهيم بدر الدين الحوثي مجاهد خاض حياة صاخبة بالجهاد ومليئة بالمأسي، لكنه لم ولن ينكسر جاهد في سبيل الله منذ بداية المشروع وهو الذي تربى في تلك البيئة الخصبة بالعلم والمعرفة واكتسب الكثير كانت اسرة مؤمنة بالله، تربطها علاقات حميمة كبيرها بعطف على صغيرها وصغيرها يحترم كبيرها لاأثر بينهم للحسد والبغضاء والتنافر كلمتهم موحدة وهذا سر قوتهم ..
اتسم السيد ابراهيم بأنقى السجايا الحميدة واطهر الخصال من نبل وكرم وتواضع وحسن المعشر ،كان يؤمن بأهمية العمل في سبيل الله .ولايهدأ له بال يعمل ليل ونهار في سبيل نصرة المستضعفين والقضايا العادلة.
كان الشهيد إمام مسجد في خولان وخطيب وواعظ .
لم يطمح في يوما لمنصب في الدولة بعد ان ذاع صيتهم وانتشر هديهم وتوافدت القبائل لمؤازرتهم والجهاد في صفهم.
عرف السيد إبراهيم بالمرح وخفة الدم وبالوجه البشوش.
كان يعمل اعمال عديدة معظمها لايفصح عنها كونها في سبيل، الله، لايقصد ابدا بأعماله مصالحه الشخصية بل يرى ماهو في صالح الامة الإسلامية ،اوليس قد ترعرع في تلك البيئة الصالحة النقية الطاهرة التي كانت متجردة من مباهج الدنيا وزينتها وتحفها القناعة والزهد والتواضع وشمائل الاخلاق..
اعطى اهله الوقت القليل لدرجة عاتبته ابنته الصغرى قبل حوالي الشهر فرد عليها بقوله
"انا منشغل بأعمال كثير والعدوان يتحرك من كل النواحي كيف بنا ان نتوقف؟! "
استشهد اليوم بأيآدي غادرة ،ضاق اهلها بهذا التميز والعلو الرباني وتلك السمات السامية..
استشهد بعد حياة حافلة بالجهاد مخلفاً ورائه بيته الإيجار وزوجاته وسبعة من اولاده ولدين وخمس اناث.
كان ولازال كل من جاء من صلب، المسيرة القرآنية كلهم معروفين بالتواضع والزهد والأمانة، يقطنوا في بيوت الإيجار -كما كان الشهيد الرئيس الصماد سلام الله عليه -بالرغم من قدرتهم امتلاك القصور لكن انفسهم الزاهدة علمتهم ان الحياة لا بمباهجها ومكاسبها المادية بل انها بالمواقف الاصيلة وبالمكاسب المعرفية والمكاسب الثمينة من الاخلاق من رفعة النفس وقناعتها وتقاها والروح المهذبة بالإيمان تلك هي الكنوز الحقيقية التي علم السيد بدر الدين-سلام الله عليهم -ابناؤه العالم الجليل القدير وتعلمها كل مخلص وصادق من رجال الله.
كان ولازال شعار هذه الاسرة المناضلة وكل من سار في دربهم "القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة "
بعد استشهاده يشهد الكثير للشهيد بدماثة الاخلاق ولين المعشر واستعار الهمة والتواضع الشديد .
لم يكن من متعاطي القات بكثرة لأنه لا يضيع اوقاته في مجالس المقيل دون ان يجود بعمل مثمر احب كثيرا ان يخدم كل من يحتاج لمساعدة وكان نعم السند.
كان من اعظم مواقفه سلام الله عليه ان رافق الشهيد القائد في كل خطواته حتى في جرف سلمان حيث شهد اللحظات الأخيرة للشهيد القائد وما حل به قبيل الاستشهاد واثناءه.
جرح في الحرب الأولى مع الشهيد القائد وسجن بعدها مرتين وخرج من سجنه الاخير بعد الحرب السادسة..
حيث سجن في المرة الأولى وهو جريح مع بعض اقاربه وبقى اسير في السجن حتى بعد الحرب الثالثة وخرج بعدها وما ان بدأت الحرب الرابعة حتى سجن في صنعاء الى بعد الحرب السادسة بسنة.
وكان من بعد العدوان ومكوثه في صنعاء لم ينقطع عن زيارة الجبهات .
وكانت مشاهد الاستشهاد قد تكررت في هذه الاسرة العظيمة
عليها ذلك بصور جهادية قلما يوجد نظيرها.
وباتت من صبرها وعزمها وثباتها وبذلها واستبسالها يضرب بها المثل بالتضحية في سبيل الله والتربية الجهادية المقتدية بآل البيت الكرام. فسلام الله عليهم الف سلام وهنيئاً له الشهادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق