تعلمنا مما حدث في التجارب الماضية لنا أو لغيرنا من الدول، أنه لا شيء في هذا العالم الذي تهيمن عليه قوى الاستكبار العالمي، يقدم مجانا بدون مقابل، لأنهم كما قال الله سبحانه وتعالى لا يحبون لنا الخير ( مايَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ العظيم) إذا فإن مساعدتهم لنا لا يمكن أن يكون مصدرها الإشفاق علينا أو الحب لنا فقد قال تعالى المطلع على كل شيء (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم) وحتى ولو تظاهروا بذلك كما ذكر الله سبحانه في محكم كتابه ( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ).
كما تعلمنا من نظامهم الرأسمالي النفعي، أن لكل شيء مقابل، وليس من الضروري أن يكون المقابل مادي أو مباشر، المهم أن هناك معادل موضوعي نفعي لكل شيء سواء كانت السلعة المقدمة مادية أو معنوية. إذا مالذي يريدونه منا مقابل هذه المساعدات التي يغرقوننا بها؟ وكيف تصبح هذه المنظمات إحدى وسائل دول تحالف العدوان في تحقيق الأهداف التي تسعى للحصول عليها؟ إننا إذا تأملنا قليلا في واقعنا وما يدور حولنا سنعرف الإجابة. مثلا: المنظمات التي تقدم لنا المساعدات جاءت مرتبطة بالعدوان الذي ترتب عليه أزمة إقتصادية خانقة جعلت العامة يغضبون من ما ترتكبه دول تحالف العدوان في بلادهم، لكن جاءت هذه المنظمة لمد يد العون، وأغلبها مساعدات مقدمة من الدول المشاركة في العدوان، أو المؤيدة له بهدف تخفيف الغضب الشعبي تجاه جرائمهم. و شق وحدة الصف المجتمعي، من خلال الإيحاء للناس بأن المستهدفين بالعدوان، ليسوا سوى فئة محدودة من المجتمع، وليس كل الفئات والشرائح، بدليل أنهم يقدمون المساعدات.
تعويد الناس على انتظار المساعدات، وعندما ينجحون في ذلك، ويصبح الناس معتمدين كليا عليها، يقطعونها فجأة، ويدعون أن انصار الله هم السبب في ذلك، وفي نفس الوقت يرجون عبر عملائهم، لنشر الشائعات بأن أنصار الله يستولون على المساعدات ليتاجروا بها، ليثيروا الناس ضدهم فيثوروا عليهم ويتوقفون عن رفد الجبهات. عندما يتعود الناس على الرزق السهل الذي يحصلون عليه دون عناء، فإنهم يتعودون على الكسل والاتكال على الغير، وبالتالي يفشلون كل مشروع نهضوي تتبناه الدولة وتسعى اليه بعد انتهاء العدوان. افشال مشروع بناء الدولة، بحيث تبقى الدولة بأكملها أسيرة للخارج في تلبية احتياجات مواطنيها، وبالتالي تفشل في امتلاك قرارها السيادي، واستقلالها وتبقى رهينة للوصاية الخارجية، التي هي نوع من أنواع الاحتلال الغير مباشر، هذه بعض أضرار المساعدات الخارجية وخطورة أهدافها. فعلينا أن ننتبه لتلك الأهداف ونسعى الى افشالها من خلال نشر الوعي، والسعي الجاد لإيجاد البدائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق