تمر علينا ذكرى من أقسى ما مرّت على المسلمين من الذكريات بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، مولى المتّقين، ووارث علم النبيّين، وخليفة رسول ربّ العالمين.
قبض (سلام اللّه عليه) ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان سنة اربعين، بعدما ضربه ابن ملجم الملعون بالسيف المسموم على رأسه في مسجد الكوفة، لتسع عشرة ليلة مضين من الشهر فبقي يومين الى نحو الثلث الأول من الليل ثم قضى نحبه شهيداً ولقي ربه تعالى مظلوماً وله يومئذ ثلاث وستون سنة.
لما حضرت امير المؤمنين (عليه السلام) الوفاة قال للحسن والحسين (عليهما السلام): اذا أنا مت فاحملاني على سريري ثم اخرجاني، ثم احملا مؤخر السرير فإنكما تكفيان مقدمه ثم اتيا بي الغريّ فإنكما ستريان صخرة بيضاء تلمع نوراً فاحتفرا فيها فإنكما تجدان فيها ساجة، فادفناني فيها، قال فلما مات (صلوات اللّه عليه) اخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه وجعلنا نسمع دويا وحفيفاً حتى اتينا الغريين فاذا صخرة بيضاء تلمع نورها فاحتفرنا فاذا ساجة مكتوب عليها هذه مما ادخرها نوح لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) فدفناه فيه وانصرفنا، ونحن مسرورون بإكرام اللّه تعالى لأمير المؤمنين (عليه السلام)،
احبتي عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب أمير المؤمنين (عليه السلام).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق